#من_الأرشيف
كليلة ودمنة 2012
(باب من باع آخرته بدنيا غيره)
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف
أني أرى رجالا قد أرهقهم الدفاع عن الباطل دونما غرض .. فهل مر بك مثل ذلك ..
.
قال بيدبا الفيلسوف :
يروى أن بعض الثعالب قد أحاطت بالليث ملك الغابة .. وسلبت منه الملك دون أن يعلم فجارت على البلد والعباد باسم ملك الغاب .. فعلم الليث بذلك ..ولم يستطع فعل شيء لإيمانه بأن الثعالب هم حماة عرشه وعماد ملكه .. فجره الزمن كي يكون شريكا فيما يحدث
وكانت هناك مجموعة من الحمير مؤمنة بعدالة الليث إيمان أعمى… فكانت تبرر أن كل ما يحدث من افساد في الغابة ..أن لليث حكمة فيه ..
.وكان كلما حدث أمر جديد ..انطلقت الحمير في الغابة تمجد الليث وتصطنع الحجج كي تبرر لليث افعاله ..
ويحكى أن مجموعة من الغزلان خرجت مطالبة ايقاف هذه المهزلة وهذا الفساد ..
ووضع حد لتجبر الثعالب على الخلق بغطاء الليث
فالثعالب نهبت الخيرات .. وافترست الضعفاء .. وامتهنت الجباية من سكان الغابة ..
تنبهت الثعالب لخطر ما جاءت به الغزلان من أمر قد ينهي حكم الثعالب المستأسدة
فأرسلت البوم (الاعلامي المرتشي) كي يروج الأخبار بأن الغزلان تريد الشر بالليث وأنها طامعة في حكم الغابة ..
وأخذت الغربان تنغق في الغابة بأن الخراب قادم على يد الغزلان الطامعة ..
.
استشاطت الحمير غضبا .. كيف للغزلان أن تهاجم الليث المقدس .. وتهاجم الثعالب عماد الغابة ..
فخرجت الحمير صوب الغزلان مهاجمة .. فأخذت ترفس الغزلان جيئة وذهابا .. مفتعلة صراعا جديدا أشغل الغابة كلها بعيد عن الليث وحاشيته ..
ولعبت الثعالب دور من يريد تهدأة النفوس ..
.
فهذا جواب ما سألت يا مولاي الملك …
أطرق دبشليم الملك ..ثم قال : أترى لو علمت الحمير أنها على خطأ أكانت ترتدع عما تفعل ؟؟
قال بيدبا الفيلسوف :إنهم يعلمون .. ولكن علمهم دفعهم للتمادي في (حموريتهم)
قال الملك : صدقت
.
#وليد_عليمات / كليلة ودمنة 2012/ حسب قانون المطبوعات والنشر
هههااهاا قصة معبرة عن واقعنا للغاية صرنا في القرن الواحد والعشرين ونلجأ لأسلوب القرون الوسطى وعصور الظلام للحديث في ما بيننا