ذكرى عطرة

ذكرى عطرة
خوله كامل الكردي

صادف يوم ١٠/٢/ 1187 دخول القائد المسلم صلاح الدين الايوبي القدس، ليعلن انتهاء الاحتلال الصليبي لمدينة القدس والذي امتد ٨٨عاما، ذاق فيه المسلمين في القدس مرارة الاحتلال وقسوة تسلطه، فجاء ذاك القائد ليزيح عنهم الام الظلم والجبروت، حاملا بيده نبراس الامل والنصر، لينير عتمة الاعوام التي قضاها اهل القدس تحت وطاة صنوف من الجور والعذاب، استطاع صلاح الدين خلالها استرداد القدس والاقصى من براثن الاستبداد والظلم، ففتح صفحة جديدة ملؤها التفاؤل والسرور بمستقبل يرفرف على جنباته بيارق النصر والفرح.
وتوالت السنون وعادت القدس مرة اخرى اسيرة، تشكو من صلف المستعمر وقسوة لياليه الحالكة، عادت خلف قضبان السجن يتلذذ السجان باهاتها واوجاعها، يثب على ثراها نهبا وسلبا، يقتطع كل يوم ارضا ينسبها زورا وبهتانا له، ويقف العالم متفرجا على ماساة شعب لا ذنب له سوى انه يدافع عن حقه ويقدم الغالي والنفيس لتبقى ارضه عزيزة ابية حرة، تجرع كؤوس الاذلال والتهميش، بعد ان ادار له العالم ظهره، هذا العالم الذي يدعي المدنية والتحضر، شرع احتلال ارض وانتزاعها من سكانها الاصليين المتجذرين في ارضهم، ضرب عرض الحائط كل القوانين الكونية والشرائع السماوية، وانحط الى ادنى مستوى ليزرع غرباء في ارض القدس، وانهالوا عليهم بالعطايا وصكوك الاعتراف، ومنحهم حق التمدد في تلك الارض، متناسيا ان التاريخ لا يرحم احدا.
ينتظر ومازال هذا الشعب المكافح ان تزاح الغمه وتنقشع ليالي الاحتلال البغيظة، ويتنفس هواء الحرية والعدل، ويلملم شتات نفسه بعد ان هجر وطرد من وطنه بلا ذنب او جريمة اقترفها، لينتشر في العالم لاجئا ونازحا، متجرعا مرارة الغربة والتهجير والتي لا تقل مرارة عن الم الاحتلال وقيوده. سياتي هذا اليوم لا محال ينفك القيد عن الاعناق وتكسر اغلال الاسر، فتعود الارض لاصحابها، وتتزين المروج والتلال والسهول بزينة الخلاص والحرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى