معارك الحويطات .. إلى عقلاء الدولة

معارك الحويطات .. إلى عقلاء الدولة

عمر عياصرة

كلنا صدمنا من الحكم الذي صدر بسجن الجندي الأردني معارك أبو تايــه مدى الحياة مع الأشغال الشاقة.
فالمعلومات التي توافرت في حينه، وهي رسمية بالمناسبة ومعلنة، تقول ان معارك ابو تايه طبق قواعد الاشتباك العسكرية بمواجهة اشخاص رفضوا الامتثال لاوامره المستندة الى منظومة امن قاعدة الامير فيصل، فاطلق النار، وكانت النتيجة مقتل مدربين اميركيين.
اذا توقع الناس، وتحديدا ابناء قبيلته، ان الحكم سيكون مختلفا، لكن لا نعرف ما الذي جعل الدولة تتراجع عن روايتها الاولى، مما صدم الناس واغضب القبيلة والجنوب، ولعل بيان الحويطات الذي صدر بالامس كان غاضبا وخطيرا، ويستدعي من عقلاء الدولة التصرف بحكمة وسرعة، لاحتواء الازمة ومنع استغلالها من البعض.
من جهة اخرى، قرأنا في وسائل الاعلام الاميركية، ومراكز الدراسات هناك، روايات مختلفة، تتحدث عن صراع من نوع ما، جرى في القاعدة بين المتدربين «السوريين» والاميركان، ورغم ذلك لم نجد ما يخرج الجندي الاردني عن ممارسته لدوره في تطبيق قواعد الاشتباك التي تمليها عليه عقيدته العسكرية.
ايضا، من خلال سير التحقيقات، ومجريات المحاكمة، كان هناك تأكيد على ان الجندي معارك الحويطات بريء من الانتماء الى اي فكر او توجه او جماعة، وهذا يقودنا لسؤال كبير عن مبرر اطلاقه النار على الجنود، ويتأكد لدينا ان قواعد الاشتباك وحدها كانت الدافع لذلك.
لكن ما الذي جرى، لا أركان جريمة متوافرة، ولا قصد جرمي، ولكن ما قدم من معلومات، ربما كان مسيسا، ويهدف الى ارضاء الولايات المتحدة، التي شعرنا من خلال ما ينشر فيها، انها مصره على معاقبة معارك، وربما في قادم الايام هناك مطالبات بالتعويض.
المهم الان، ان تنتبه الدولة الى غضبة الحويطات والجنوب، وهؤلاء أبناؤها وقواعد دعمها، وبيانهم الاخير يتجاوز قضية معارك، الى الحديث عن ما تصدع في العلاقة بينهم وبين الدولة.
يجب احتواء الازمة مع المجتمع هناك بسرعة، حتى لا تستغل من البعض في توقيت لا نحسد عليه، كما انه من الواجب ترك القضية في التمييز دون تدخل ودون حمولات سياسية، ندرك الضغوط، لكن الاردن وعقيدته العسكرية اهم واغلى.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى