د. لبيب قمحاوي في منتدى نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة – الأردن

سواليف
في ندوة حوارية اقامها منتدى نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة – الأردن على منصة شبكة التواصل الأجتماعي مع المفكر و المحلل السياسي سعادة الدكتور لبيب قمحاوي حول القضية الفلسطينية بين قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 و قرار التضامن مع الشعب الفلسطيني

استضاف منتدى نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة – الأردن و من خلال منصة شبكة التواصل الأجتماعي سعادة الدكتور لبيب قمحاوي- عضو مجلس امناء نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة – الأردن, المفكر و المحلل السياسي في الشؤون العربية, الشرق أوسطية و الفلسطينية, الناطق باسم الجبهة الوطنية للإصلاح, الأستاذ السابق للعلوم السياسية في الجامعة الأردنية, النائب السابق لرئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان, عضو مجلس أمناء المنتدى العربي, عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لمكافحة الفساد, عضو مجلس أمناء منظمة المساعدة القانونية للفلسطينيين, عضو المؤتمر القومي العربي, عضو الجمعية العربية للعلوم السياسية, عضو اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني الأردني.و ذلك لمناقشة الأبعاد الوطنية و الإنسانية و الدولية لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29/11/1977 يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني و هو نفس اليوم الذي أعلنت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29/11/1947 تقسيم فلسطين و اصدرت القرار 181.حيث ادار النقاش رئيس نادي خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة – الأردن المهندس محمود ” محمد خير” عبيد و قد عبر الدكتور لبيب خلال اللقاء على ان الألم لا ياتي فقط من شراسة الأحتلال الصهيوني و ظلمه و تعديه على الحقوق الفلسطينية و لكن ياتي هذا الألم من واقع التكالب و التامر الذي ينهال على الشعب الفلسطيني من جميع المحاور و الجهات و الذي بداية ياتي من داخل المنظومة الفلسطينية ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية و الذي يجعلها ظلا” للأحتلال و امتدادا” له و ليس قيادة للشعب الفلسطيني اضافة الى الوضع العربي العام الذي بدا بالأنحدار نحو ما يسمى بالسلام الأقليمي و الذي هو في الواقع استسلام اقليمي واضح, و قال سعادته ان الفترة ما بين 29/11/1947 الى 29/11/1977 ثلاثون عاما” تمثلت بالخسائر المتلاحقة على الشعب الفلسطيني و على الصعيد العربي ايضا” و تراجع عام في اداء العرب و الفلسطينيين حيث نكبة فلسطين مرت بتداعيات و مراحل كثيرة و مؤلمة رافقتها بعض الحقبات التي تمثلت بالكفاح المسلح و النضال و الانتفاضة الفلسطينية, هذه الحقبات تم وادها جميعا” بايدي القيادة الفلسطينية, هذه المراحل ابتدأت بنكبة عام 1948 ثم نكسة عام 1967 لتتبعها الهزيمة السياسية الماحقة في كامب ديفيد بعد حرب اكتوبر عام 1973 نتيجة لخروج مصر العظيمة من ساحة الصراع العسكري ثم امتداد الى اتفاقيات اوسلو عام 1993 و ما تبعها من تنسيق امني فلسطين مع الكيان الصهيوني و هو التنسيق الأمني الذليل و الذي جعل من السلطة الفلسطينية واحدة من اذرع الأحتلال الصهيوني و التي من خلال قرار فلسطيني ادت الى وقف كافة انواع النضال و الكفاح و المقاومة ضد العدو الصهيوني المغتصب و التي هي سابقة بان يعلن شعب محتل ايقاف المقاومة ضد الكيان المغتصب لأرضه . و استطرد دكتور لبيب انه و رغم كل هذه المحطات الواقعية المؤلمة يجب علينا ان لا نتهم انفسنا بانجازات لم ننجزها بحيث يجب علينا ان نكون على قدر من الشجاعة لفتح الباب على مصراعيه امام الأخطاء التي تم ارتكابها من قبل الشعب الفلسطيني و الأمة العربية او قياداته لأن من خلال هذا المسار يمكننا ان نبدأ مسيرة الأصلاح و اضاف الى انه رغم كل المطبات التي مرت من خلالها القضية الفلسطينية الا انه هناك ثلاث ثوابت تبقى شامخة الى الأبد و التي هي ان الشعب الفلسطيني باق لن يزول او يختفي بحيث سوف يبقى على مدى التاريخ و تبقى جذوره راسخة في ارضه, كذلك الأرض الفلسطينية باقية و لن تزول او تختفي الى ان يرث الله الأرض و من عليها مع كل ما يقوم به الأحتلال من اجراءات لتغيير معالمها الفلسطينية و اطفاء معالم صهيونية عليها بحيث بقاء الأرض الفلسطينية مرتبط ببقاء الشعب الفلسطيني و وجوده و كلاهما ثابت, اما المسار الثالث هو عروبة القضية الفلسطينية بحيث ان اي مسعى لفصل القضية الفلسطينية عن بعدها العربي و عن حاضنتها العربية هو مسعى لئيم يهدف الى الحاق الأذى بالقضية الفلسطينية و تقزيمها و تقليصها الى الحد الذي لن يكون مقبولا” من اي مواطن عربي او فلسطيني ممن يمتلكون الحد الأدنى من الألتزام الوطني و هو ما نتوقعة من المجتمع العربي و الفلسطيني في ظل واقع الحال الأن مع وجود تداخلات دولية عديدة تقوم على دفع الأمور باتجاه سلبي بالنسبة للفلسطينيين و هناك محاولات واضحة للدفع للصالح الصهيوني في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب و انحيازه الكامل و التعسفي بحق الفلسطينيين و لكن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني او اعترافه بسيادة الأحتلال الصهيوني على الأرض الفلسطينية و بان المستوطنات خاضعة لسيادة الأحتلال الصهيوني و التي هي جزء من الكيان الصهيوني و ليست ارضا” محتلة اضافة الى صفقة القرن و ما تحتويه من محاولات امريكية جادة لأغلاق القضية الفلسطينية و ليس حل القضية بحيث الخلاف بين المفهومين كبير جدا” لأن اغلاق الملف لا يعني حل الملف , اضافة الى محاولة الرئيس ترامب من تحويل القضية الفلسطينية الى قضية اسرائيلية بمعنى ان المطلوب هو تلبية المطالب الأسرائيلية و ليس تثبيت المطالب الفلسطينية, و لكن هذه القضية ليست قضية صهيونية و ليست بمشلكة احتلال صهيوني انما هي قضية فلسطينية بامتياز بمعنى ان الفلسطينيين هم اصحاب الحق في المطالبة بتلبية مطالبهم الوطنية المشروعة طبقا” للقانون الدولي. و قال سعادته يجب علينا ان لا نتوقع من الأدارة الأملريكية الجديدة ان تكون افضل حالا” من سابقتها بحيث لن تلغي ما فعله الرئيس السابق و ما قطعه من تعهدات للكيان الصهيوني و لن تنحاز الى الجانب الفلسطيني بحيث كل ما سوف تقوم به الأدارة الأمريكية الجديدة يدور في فضاء المصلحة الأمريكية الصهيونية المشتركة و لكن سوف يكون باسلوب اكثر دبلوماسية و اقل وقاحة و تعسفا” من الأدارة السابقة بحيث سوف تعكف الأدارة الجديدة الى تغليف السموم بغلاف جذاب حتى يبتلع هذه السموم الشعب الفلسطيني و العربي دون اي مقاومة.و افضى سعادته ان ما هو مطروح الأن هو اختفاء برنامج التحرير و الكفاح المسلح و المقاومة بشكل نهائي بطلب الكيان الصهيوني و موافقة و مساعدة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية و الذي هو الواقع الأليم يجب ان لا نلوم الكيان الصهيوني عليه و لكن علينا ان نلوم انفسنا و القيادة الفلسطينية لأنه موقف يقترب من حدود الخيانة اذا لم يكن كذلك, و قال سعادته انه هناك برنامجين الأن احدهما موجود و الأخر مطروح , الأول هو موضوع حل الدولتين و الذي ليس من الممكن ان يكون واقعي الا اذا ارتبط بوقف و ازالة الأستيطان كاملا” و هو موضوع لم و لن يحصل بحيث ان العرب غير قادرين على التمكن منه و اقصى ما يمكنهم عمله هو التنديد و المطالبة بحل الدولتين و لكن واقع الأستيطان ينفي امكانية حل الدولتين, اما الموضوع الثاني فيما يتعلق بهذا الموضوع ان الفكر العقائدي للفكر الصهيوني لا يقبل بدولة فلسطينية مهما كانت فالرفض الفلسطيني لموضوع الدولتين هو رفض عقائدي و ليس سياسي بمعنى يجب علينا ان لا ننتظر قدوم حكومة صهيونية من اجل ان تلغي هذا المبدأ لآن الرفض يستند الى فكر عقائدي صهيوني و الذي ينص على احتلال و استعمار فلسطين كاملة باعتبارها ارض يهودية و لليهود فقط و اضاف دكتور لبيب انه من الممكن الضغوط الديمغرافية و السكانية يمكنها ان تؤدي الى ترتيبات معينة قد تكون في حدها اقل من دولة و اكثر من حكم ذاتي اما ان تكون دولة ذات سيادة قابلة للحياة فهذا المبدا غير موجود في الفكر الصهيوني على الأطلاق, اما البرنامج الأخر المطروح هو حل الدولة الواحدة و الذي ينبع من واقع ان القيادة الفلسطينية اوقفت و منعت الكفاح و النضال ضد الأحتلال الصهيوني مما يعني ان السلطة الفلسطينية موافقة على ان الأحتلال الصهيوني الموجود هو احتلال وجد ليبقى و هو ما يعني انه من خلاله تصبح المطالبة باعطاء الفلسطينيين تحت الأحتلال حقوق المواطنة كاملة ضمن كيان سياسي واحد و لهم الحق في انتخاب نوابهم و بان يكونوا جزءا” من المنظومة السياسية و ان يقوموا بالأستحواذ على الحكم من خلال النظام السياسي القائم في الدولة الواحدة و هذا المبدأ بالنسبة للصهاينة يعتبر انتحار لأن الفلسطينيين يمكن لهم في وقت من الأوقات ان يكونوا الأغلبية و لذلك قاموا مبكرا” بسن قانون قومية الدولة بان الكيان الصهيوني كيان يهودي و لليهود فقط و من خلاله تم تحويل الكيان الصهيوني من كيان ديمقراطي الى نظام تمييز عنصري و لذلك يبدوا ان ما هو مطروح الأن امام الفلسطينيين هو النضال من داخل الأرض الفلسطينية المحتلة بكافة اشكاله فالتعليم نضال و العمل نضال و بناء المصانع نضال و الكفاح و الأنتفاضة نضال فكافة اشكال النضال يجب ان تكون مباحة لهم و ان يتمتعوا بالدعم الفلسطيني من الخارج و بالدعم العربي باتجاه تمكينهم من وسائل و امكانات اختراق الوضع الأقتصادي و الأجتماعي و السياسي و العلمي و النضالي بكل اوجهه لمحاولة ازالة الأحتلال عن هذه الأراضي من خلال الأزالة عن طريق التحرير او الأزالة من خلال الغاء النظام السياسي القائم في ذلك الكيان.

و في معرض اجابته على اسئلة اعضاء المنتدى و فيما يتعلق عن مدى قانونية قرارات و اجراءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في ضوء ضرب الكيان الصهيوني لهذه القرارات عرض الحائط قال سعادته ان من يلجا الى الأمم المتحدة عادة بؤر توتر شديدة و حروب تدفع الأمم المتحدة للتدخل بها او اطراف في نزاع ما وضعهم ضعيف و مهلهل و يحاولون ايجاد منفذ لهم من خلال الأمم المتحدة و العرب و الفلسطينيين جزء من جماعة الضعف و اصحاب الوضع المهلهل و اضاف انه لن يخرج شيء من الأمم المتحدة لأن عوامل التغيير المؤثرة و القادمة من داخل منطقة الصراع الفلسطينيين و العرب لم يعد لهم وجود فعلي مؤثر و موضوع القانون الدولي هو موضوع شكلي في ظل وجود فيتو لدول دائمة العضوية و ردا” على ما يتم تداوله عن امكانية اعادة التصويت على قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين قال سعادته ان المرة الوحيدة التي كان فيها اعادة تصويت كانت ليست في صالح الفلسطينيين و العرب هو عندما تم الغاء القرار الذي يربط الصهيونية بالعنصرية و الذي كان بناءا” على طلب الولايات المتحدة الأمريكية و الذي ترافق مع حقبة السلام الصهيوني الفلسطيني و العربي الصهيوني ز و قال ان الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراتها فخرية و غير ملزمة و لا اثر لها فالشيء المهم يخرج عن مجلس الأمن. و قال سعادته ان كافة المناقشات التي تتم بين زعماء الدول العربية و العالمية لا يتم طرح القضية الفلسطينية خلالها و انما ما يتم تداوله من خلال الأعلام هو للأستهلاك الشعبوي بحيث ليس هناك التزام حقيقي و مؤثر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني من قبل الدول العربية و استطرد سعادته ان اي اجراء او قرار لن ياتي الا من خلال مقاومة الشعب الفلسطيني للأحتلال و هي المقاومة التي منعت من قبل السلطة الفلسطينية, اما فيما يتعلق بتساؤل كيف يمكن العمل على سحب الثقة من السلطة الوطنية الفلسطينية و هي من تحظى بدعم الدول العربية أجاب سعادته أن الثقة بالسلطة الفلسطينية فرضت من قبل الكيان الصهيوني من خلال معاهدات و اتفاقات اوسلو و اضاف أن السلطة الوطنية الفلسطينية ستبقى أو تسقط بحيث لن يتم سحب الثقة منها بحيث انه ستسقط اذا ما قام الشعب الفلسطيني بالثورة و الرفض لمسار هذه السلطة الخاضع لأملاءات الكيان الصهيوني و الداعم لهذا الكيان من خلال التنسيق الأمني ووجود السلطة هو لخدمة الأنظمة العربية من حيث تجنيبها التعامل مباشرة بالقضايا الفلسطينية و سقوطها سوف يضع الأنظمة العربية في مأزق و استطرد سعادته بأنه ما هو مأمول من الشعب الفلسطيني هو إسقاط هذه السلطة او أن يقوم الكيان الصهيوني بحل السلطة و هو قادر على ذلك أما فيما يتعلق بمنح أو سحب ثقة هذا يتم في الأنظمة الديمقراطية فقط و ليس في نظام ديكتاتوري تعسفي تابع للكيان الصهيوني, فيما يتعلق عن سبب عدم الإعلان عن قيام دولة فلسطينية حتى هذه اللحظة اجتاب سعادته أن الرئيس ياسر عرفات اعلن في فترة من الفترات عن قيام الدولة الفلسطينية و لكن هذا الإعلان غير مجدي اذا لم يكن هذا الإعلان مكتمل الجوانب بحيث يجب أن يكون هناك ارض فلسطينية و مقومات الدولة المستقلة ذات السيادة و هذه الشروط غير متوفرة في الوقت الراهن و إذا ما تم الإعلان عن قيام دولة فلسطينية في الوقت الراهن فهذا يخدم مصالح الكيان الصهيوني و يلبي رغباته و أضاف أن الكيان الصهيوني لن يرضى سوى بحكم ذاتي و لكن قيام دولة فلسطينية يتعارض مع الفكر القومي الصهيوني و الذي يؤمن بان كامل الأرض الفلسطينية حق للكيان الصهيوني و تتناقض مع القانون العنصري الذي تم تشريعه و الذي يقر بيهودية الدولة و أن هذه الأرض يهودية و الدولة لليهود فقط لذلك يجب السماح للشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال و إجازة كافة أنواع الكفاح قبل الإعلان عن دولة فلسطينية بحيث أن هذا الأجراء سوف تكون الخطوة الصحيحة نحو إعلان الدولة. فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني الذي اقره المجتمع الدولي و الجمعية العامة للأمم المتحدة قال سعادته أن القضية الفلسطينية و حقوق الشعب الفلسطيني أصبح المبرر لكافة الأنظمة التعلق بها من اجل التنسيق و التطبيع مع الكيان الصهيوني و تجاوز الحقوق الفلسطينية و أضاف انه من تهن نفسه عليه يعيش ذليلا” فكيف لنا أن نطالب الغير بحقوق الشعب الفلسطيني في وقت موقف السلطة الوطنية الفلسطينية موقف يتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني من خلال تنسيق امني مع الكيان الصهيوني و تبعية له و منعت كافة أشكال المقاومة للاحتلال و استطرد سعادته أن أوسلو هي من شرعت الأبواب للأنظمة أن تطبع مع الكيان الصهيوني و أن غالبية الدول التي تجري خلف التطبيع هو نوع من الفانتازيا و جزء من صفقات سياسية والعديد من الدول سوف تلحق بركب التطبيع, و عن التعامل السلبي للقوى الدولية مع القضية الفلسطينية قال سعادته أن الموضوع ليس موضوع سلبية و لكن نحن من لم نصبح فاعلين بقدر أهمية القضية و أصبحنا غير قادرين على اقناع العالم بجدية مقاومتنا و رفضنا للاحتلال و مع ذلك ظهرت منظمات عالمية كال PDS و التي هي منظمة ذات أفرع مختلفة انطلقت من المجتمع المدني في العالم ضد نظام التمييز العنصري الصهيوني بحق الفلسطينيين و اعتبرها الدكتور أن هذه الخطوة مهمة جدا” لأنها انطلقت من رحم المجتمع المدني و ليس من حكومات أو مؤسسات دولية خاضعة لتأثير الحكومات و هو ما دفع وزير الخارجية الأمريكية إلى التصريح أن PDS هي منظمة لا سامية بحيث استشعروا مدى أهميتها و خطرها و قدرتها على التأثير على الأجيال الشابة في مختلف دول العالم , و ردا” على تساؤل عن اين العرب اليوم من رفضهم لقرار الأمم المتحدة 181 و المتعلق بالتقسيم و الحروب التي خاضوها مع الكيان الصهيوني قال سعادته إننا لا نستطيع العودة إلى الخلف في السياسة أن العودة الى القرارات السابقة لن يجدي نفعا” اليوم, فبالسياسة لا يوجد لو التمني و لكن هناك واقع ففيما يتعلق بقرار التقسيم تم رفضه في حينه لأنه قرار مجحف استعماري, أما فيما يتعلق بالحروب من 1948 و حتى 1973 الكيان الصهيوني لم ينتصر و لكن العرب من هزموا و هزموا أنفسهم و بالتالي انتصر الكيان الصهيوني فمن يعتقد أن الجيش الإسرائيلي هو جيش قوي فهو مخطئ و لكن نحن من كنا نخضع لقيادات فاشلة و تجهيزاتنا و نوايانا لخوض الحروب لم تكن سليمة و أيضا” المعادلات الدولية السائدة في حينه و الحرب الباردة جعلت من إمكانية أي انتصار عربي قضية ممنوعة و هو ما ثبت في حرب 1967 و في حرب 1973, و في معرض رده على تساؤل حول إذا ما كانت فلسطين هي فقط الضفة الغربية و أصبح الكيان أصبح الإقرار بغرب فلسطين هي ارض للكيان الصهيوني قال دكتور لبيب كيف لنا أن نطلب الآخرين الإقرار بحقوقنا إذا ما أقرت السلطة الفلسطينية قد أقرت بحق الكيان الصهيوني بالغرب الفلسطيني و بحق وجوده في حين لم يعترف الكيان الصهيوني في اتفاقات اوسلو بدولة فلسطينية فالسلطة الفلسطينية تبرعت بالتنازل عن جزء كبير من وطننا الفلسطيني مجانا” للكيان الصهيوني مقابل اعترافها ببعض القيادات الفلسطينية التابعة للكيان الصهيوني و تسليمهم حكم ذاتي و هو ما اعتبرها الدكتور لبيب انها قضية مؤلمة و أضاف إننا إذا ما أردنا محاسبة قيادات عربية متعاونة مع الكيان الصهيوني فردها سوف يكون أن القيادات الفلسطينية هي من بدأت هذا التعاون و التنسيق و الاعتراف بحقه في الوجود على الأرض الفلسطينية و ضرب الدكتور لبيب مثالا أن الرئيس الأمريكي اعترف بالقدس عامة لإسرائيل و احترق الأقصى قبل ذلك و لم يحركوا العرب أي ساكن اتجاه ما جرى, لذا على الشعب الفلسطيني أن يفرض التغيير من خلال إلزامه بمتطلبات القضية الفلسطينية و المطالب الوطنية الفلسطينية و هو ما لا يستطيعوا أن يطالبوا به ما لم تقوم نهضة فلسطينية جديدة تقوم داخل فلسطين فالعدو ليس الأنظمة العربية إنما العدو هو الكيان الصهيوني بحيث يجب علينا التركيز على هذا الواقع و التعامل مع الكيان الصهيوني بالشكل الصحيح و وضع حد لانهيار السلطة الفلسطينية السياسي و الأخلاقي عندها يستطيع الشعب الفلسطيني أن يفرض على باقي الأنظمة في أن لا تسير في مسار السلام و التطبيع, أما عن التردي و التداعيات التي تمر بها القضية الفلسطينية و كيف لنا أن ننتصر و نحن نرسخ في مستنقع الخونة و المؤامرات قال سعادته جدد سعادته تأكيده أن الحل لن ياتي سوى من خلال نهضة شعبية فلسطينية, اما فيما يتعلق بالخيانات و الخونة قال سعادته أن كافة دول العالم يوجد بها خونة و لكن في كافة دول العالم هناك خونة و ووطنيين و قيادات وطنية ملتزمة و لكن المشكلة الحقيقية تكمن أن الخونة هم اقرب إلى السلطة الحاكمة في كافة الدول و هو ما يجعل من الخونة ذو تأثير مرعب و ليس وجودهم بحد ذاتهم , لذا الأنظمة الاستبدادية التي تحكم بالحديد و النار و تمنع الشعوب من ممارسة حقها هي من تفتح المجال من خلال أنانيتها لخونة و عملاء للاقتراب من السلطة و الأستحصال على معلومات تؤهلهم لخيانة أوطانهم و عبر سعادته أن الخيانة هي أسوأ ما يمكن أن يحصل لأي شخص و أضاف أن الخونة ليس فقط الجواسيس و إنما الخونة من يقودوا أوطانهم في مسار يؤدي إلى تهلكة و الهزيمة و فقدان بوصلة الأمل لشعوبهم, و في معرض رد سعادته عن استثمارات منظمة التحرير الفلسطينية للأموال التي كانت متاتية من مساهمة الفلسطينيين في الخارج قال سعادته أن المساعدات و الأموال التي كانت تأتي إلى المنظمة كان الهدف منها إفساد الفلسطينيين و ليست موجهة إلى دعم جهود التحرير بحيث كان المطلوب أن توجه هذه المساعدات إلى البذخ و ضرب مثلا” المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية يتم إنفاقها على الأجهزة الأمنية فكل المساعدات يتم إنفاقها على الإفساد و دعم الأجهزة الأمنية, اما فيما يتعلق بما يحصل من تنسيق و تطبيع في الوقت الحاضر هل هو بداية لتصفية القضية الفلسطينية قال سعادته أن اصطلاح تصفية القضية الفلسطينية قد يكون اصطلاح عام و أن ما يجري الأن هو عملية إغلاق لملف القضية الفلسطينية فالإغلاق لا يعني الحل و إنما الإغلاق يعني أن يتوقف الجميع في البحث في هذا الملف و اعتبار هذا الموضوع انتهى دون أن يعني ذلك تلبية أي مطالب فلسطينية أو حل للقضية الفلسطينية و أن ما يجري الآن هو معالجة لقضية الكيان الصهيوني و ليس حل للقضية الفلسطينية من خلال تلبية مطالب الكيان الصهيوني و ليس تلبية المطالب الفلسطينية و بالتالي عندما يتم تلبية مطالب الكيان الصهيوني فان ذلك يعني إغلاق ملف القضية الصهيونية باعتبارها هي القضية و ليست القضية الفلسطينية و فيما يتعلق بالشعب ليس للشعب أي وزن ما دام الشعب في غفوة مما يحصل و تحكمه قيادة تقبل بالاحتلال و لا تسمح بأي مقاومة للاحتلال بل و تعاقب أي مقاوم للاحتلال فالتنسيق الأمني هو تنسيق لحماية الاحتلال و ليس لحماية الفلسطينيين و هنا تكمن المشكلة فنحن الآن في صدد إغلاق ملف القضية الفلسطينية و استبداله بالقضية الصهيونية و تلبية مطالبها من خلال منحها كل ما تسعى إليه, أما فيما يتعلق بإمكانية تحفيز الشعب الفلسطيني, أجاب سعادته انه عندما يصل الفلسطينيين إلى نقطة يفقدوا بها القدرة على احتمال الوضع المأساوي الذي يرسخوا تحته و تأتي أجيال جديدة شابة لا تقبل أن تكون حياتها محدودة في خدمة الاحتلال سواء على أراضي الضفة الغربية أو غرب فلسطين عندها سوف تثور هذه الأجيال و المشكلة اليوم إذا ما ثارت هذه الفئة اليوم فان أول من ستواجهه هو التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية و ليس في مواجهة الاحتلال الصهيوني. و في اجابته على سؤال يتعلق بماذا ينتظر القضية في المستقبل في ضوء عدم كفاءة القيادات قال سعادته أن الأنقسام الفلسطيني يعزز من سطوة الاحتلال و لأطراف الفلسطينية سعيدة بهذا الانقسام و ذلك لرغبتهم بوجود سلطة يحكموها حتى لو كانت تحت سطوة الاحتلال الصهيوني.

في نهاية النقاش تقدم المهندس محمود”محمدخير” عبيد- رئيس النادي بالشكر من سعادة الدكتور لبيب قمحاوي على اجاباته القيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى