.جرح في كف منجل

[review]
 

 

 

الاحد 29-5-2011

مقالات ذات صلة

 

حزين هذا الحصاد..وذهبيّ ذهبي لون الحِداد.. في حوران  هذا العام ، لا حداء لا غناء لا شمس تنضج الزناد..لا فيء ، لا شيء ، لا فرح غير فرح الشوك الواقف على جنّة السواد.. فالسنابل القواصر ثكلت زارعها..والمدى الرمادي يقطر وجعاً واضطهاد…حزين حزين هذا الحصاد…

**

وحيدة تمر الريح في مفرق السهل،  تمشط القمح الأشقر،تلملم بأصابعها السنابل حزماً حزماً ،تقبّل حنطته البكر، وعلى صوتها المهدّج بالنشيج ، يغفو رضيع الغيم على أكتاف أصحابه الغائبين، يشتم عرقهم ومرارة حزنهم ،  يجدل على أصابعه صوت الهاتفين ، "يناغي" السراج في بيوت الطين ، يذكر المنجل المغروز في خاصرة "السنسلة" ، أكياس الخيش المخبأة منذ عام في "التبّان" ، الخيطان  المقصوصة والمعقودة كربطة عنق ، الغربال الذي يحصي ثقوبه منذ موسمين، "المسلّة" المغروسة فوق باب البيت الشرقي ، "لوح الدّراس" المركون على السياج الجنوبي ، ترانيم عيشة عند جلي الصحون ، ساحة الدار المملؤة بمكاييل القسمة ، المدّ والصاع و الربعية..شبابيك الخشب التي تعشق رائحة القمح الطازج، صراصير الليل التي تختبىء تحت الأكياس المبطونة..رائحة الحطب المدخّن اثناء التحضير لعشاء الحصّادين..طعم الشاي الثقيل الأسود …ورائحة الميرمية التي تقاسم صاحب الدار شربة الماء و نزيف الخابية…

 

حزين هذا الحصاد..لا بيادر تنمو، لا جرارات تزفر بدخان الغلال ،لا عصافير تهجع  بين اثلام الحصيد ..أو سنونوات تخيط قمم التلال.. لا أطفال تلهو حافية بين الدروب، لا شمس تعرقُ جبهة الغروب..لا شيء ابداً في حوران ..المنجل ينزف جرحاً..والسنابل تذرف  قمحاً…أما ريح الحرية فتقبّل يد الجنوب..

 

 

* اهداء الى روح الطفل حمزة علي الخطيب.

 

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى