دينٌ لا يُسدد . . !

دينٌ لا يُسدد . . !
موسى العدوان
من القصص التي تحمل العبرة، والتي جاءت في إحدى مؤلفات الكاتب أدهم شرقاوي، القصة التالية :
كانت الأمّ تجلي الصحون في المطبخ، عندما دخل ابنها الصغير، وناولها ورقة قائلا : هذه الفاتورة يا أمي !
جففت الأم يديها، وأخذت الورقة من ابنها وقرأت فيها :
دولار أجرة قيامي بتنظيف طاولة الطعام، دولاران لاهتمامي بحوض الأزهار في الحديقة، وثلاث دولارات للعلامات المدرسية العالية التي حققتها !
أخذت الأم الورقة بهدوء، دون أن تُحدث ردة فعل، وجلست إلى الطاولة في المطبخ، وكتبت تحت ما كتبه ابنها ما يلي :
حملتك في بطني تسعة أشهر مجاناً، وذقت الموت وأنا أنجبك مجاناً، قمت من نومي لإرضاعك كل ليلة مجاناً، كل يوم اطبخ طعامك، وأغسل ثيابك، أرتب غرفتك مجاناً، أداويك حين تمرض مجاناً، والعلامات العالية التي حققتها، أنا درسّتك موادها مجاناً !
خجل الطفل مما كتبته أمه في جوابها له، فراح يتأسف ويقدم اعتذاره الشديد لأمه، التي كانت قد أولته كل تلك الرعاية، دون أن تخطر له ببال. انتهى.


التعليق : إنها #ديون يقدمها #الوالدان لأبنائهما، لا تُسدّد ولا يجب تناسيها مع مرور #الزمن.

  • وقد حثت الأديان السماوية الأولاد، على أن يقدموا لوالديهم كل مساعدة ممكنة، ممكنة خاصة في كبرهما، وأن يعاملونهما معاملة حسنة. وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى :
    وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا .( الإسراء 23- 24 ).
  • ويقال بأن ولدا حمل أمه المقعدة، على ظهره وحجّ بها، يطوف في الكعبة ويسعى ويرجم. فلقي عبد الله بن عمر وقصّ عليه قصّتة مع والدته، ثم سأله هل أوفيت لها حقها ؟ فقال عبد الله : ولا بطلقة واحدة من طلقات الولادة . . !
  • هذه القصة تذكرنا، بأن النبيل من #الأبناء، هو من ينتهز أول فرصة، ليُسدّد ولو جزءا بسيطاً من #معروف أسدي إليه، من والديه وكسب رضاهما في #الدنيا قبل #الآخرة.
    التاريخ : 19 / 5 / 2022

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى