ديمقراطيتنا غير العميقة عربا ومسلمين…لماذا؟

ديمقراطيتنا غير العميقة عربا ومسلمين…لماذا؟
ا.د حسين محادين

” الرغبة في الشفاء جزء من الشفاء نفسه- حكمة صينيه”.
صحيح أن صناديق الاقتراع كنموذج بشري، مازالت تتسيد المشهد السياسي الذي نشاهده عبر محطات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي من منظور علم الاجتماع السياسي، لكن الأصح والمتم لذلك ايضا، أن ثمة متطلبات تربوية و ممارسات تدريبية سابقة يجب تعلمها وإنضاجها ،قبل وصول ناخبنا العربي المسلم إلى إلقاء ورقة تصويته في صندوق افتراع بلاستيكي شفاف صوريا، تليه مباشرة عملية فرز “حكومية غالبا” لإعداد الناخبين ونشر لاسماء فائزين غير مؤهلين غالبا بأفتراض توفر النزاهة والشفافية المشتهيتان للان.
1- أن أولى متطلبات النجاح عملية الانتخاب التي يجب أن تسبق وصولنا لصناديق الاقتراع تتطلب اكسابنا أسريا لابناءنا وبناتنا إحساسا حقيقيا بعد اتقانهم لما سبق ، أنهم قادرون طوعا على قبول اراء الآخرين بالحسنى، وليس إجبارهم كما هو الحال راهنا للأسف، على أن يكونوا عند الحديث وممارستهم لحقوقهم كمواطنيين في التصويت على اي مستوى بأنهم عبيدا “لحكمة”آبائهم واعمامهم الموهومة ومرشحي عشائرئهم من فاقدي الأهلية غالبا فقط لأنهم اقرباؤنا فقط ونحن في عولمة الكون منذ بداية القرن الواحد والعشرين.

2- يليها كمرحلة ثانية مراكمة ما تلقنا إياه -وكأننا ببغوات- في كل من:- مدارسنا وجامعاتنا من آراء جهوية اهبط من مظلة الوطن ومعاني المواطنة الحقه دستوريا، من اراء معلبة وبيئة نمطية او حتى سلحافية وخافئة من التطور والتحديث، تعمل ضمنا كبيئة على تعليم الشباب بالتلقين نعم ،ولكنها جدباء حياتيا وفي تدني سعيها للتغير في مجتمعاتنا عبر هؤلاء الشباب المتعلمين وحملة” الكراتين وليس الشهادات” فهي كبيئة جامدة على إطفأ وهج السؤال المعرفي والتعبير الواخز من قبل الشباب لواقعهم “المحافظ” ظاهريا، كون المدرسة والجامعة يجب أن تكون منصات لإطلاق الأفكار الجديدة وتجسيد الممارسات التوعوية الجريئه كما يفترض، لكن للاسف لا تتمتع كبيئات تعليميه ومهارية بمرونة تقبل الجديد ايضا ، ولا تكسب الشباب قدرات هادفة لتمكنهم من طرح الأسئلة المتمردة على السائد الاجتماعي السلبي خارج اسوارهما من قبل جل طلبتنا ،إذ ان هاتين المؤسستين بقيتا أسيرتان لمتطلبات مجتمعاتنا “المحافظة” التي تحتضن اي منهما ، فلا يلمس الطالب/ه بأن ثمة فرق فكري ونموذجي مختلف وملموس في مساحات وعناوين
و مضامين التفكير والممارسات التعبيرية الانتخابية لديه فيهما كمؤسستين مرجعيتن لتنشىئهم ، والمفترض بهما أن تطورا وتعمقا مهارات ابناءنا بالوعي الاوسع وعبر مشاهدتهم وتمثلهم لنماذج ديمقراطية حقيقية في الحوار وقيمه الراقية أو في انتخابات اتحاد الطلبة وما يجب ان يجسدها مدرسيهم في تعاملهم مع الشباب وفي ما بينهم اكاديمن واداريين وإدارة مؤسسات تعليمية ، وبصورة أشمل وتختلف عن ما الفوه من أنماط تطوير لشخصياتهم ومهاراتهم المتنوعة ، فلا يتنسى لابناءنا للان بأن يلمسوا أن ثمة فارق جوهري ما بين ما يجري في المدرسة والجامعة وما كانوا يعيشونه في اسرهم قبلا من إقصاء او حتى استبعاد اجتماعي لهم، غؤر نفاذ جزء من سنوات اعمارهم وهم على حالهم لا أكثر.
3- اما عبر الإعلام التواصلي الحديث ممثلا في ثقافة الصورة، فأن شبابنا العربي يعيشون صراعات قيمية وسلوكية ضاغطة في حياتهم أكثر مما عاشوه قبلا في الأسرة والجامعات، فالتكنولوجيا التواصلية وفرت لهم حرية مشاهده ومتابعة لحظية ومباشرة لكل الانتخابات في العالم الغربي المؤسس والمصدر لنا في آن، الديمقراطية كنموذج كوني عوضا عن الشورى لدينا كممارسة سياسية تاريخية، فأظهر لنا هذا الإعلام المعاني المرئية الصادقة لوجود مؤسسات حقيقية تعمل بشفافية مثل”،الأحزاب،حريات تعبير في البرلمانات ووسائل الإعلام مراقبة وفاضحة للاخطاء.. ومعاني تعاقب الاحزاب على القيادة في بلدانها عبر نتائج حقيقية لعمليات الاقتراع..الخ”.
لتبداء صدمة شبابنا وهم الشريحة الاوسع عربيا وشعبنا عموما، من غير القله الحاكمة التي تتحكم منذ عقود طويلة بعمليات واتجاهات نتائج “الانتخابات” بما يبقيها جامدة في السلطة أو التسلط على موارد مجتمعاتنا “المتمقرطة”وبقاء ثقة المواطنين مهتزة قوانين، اجراءات ،ونتائج بأي عملية انتخابية تجري في بلداننا العربية والإسلامية، لذا لا غرابة أن ينقلب المواطن على من انتخبهم بعيد مدة قصيرة من إعلان نتائج فوزهم وكأننا في الجاهلية نبني رموزنا من تمر نهارا ونأكلهم عندما ياتي المساء يا للوجع..؟

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى