طباشة البياع
بعد العصر التقوا الصبية (محسن , أنور , مرعي وزعرور) في ساحة البيدر للعب والتسلية . وكعادتهم كان لا بد من التعريج على الدُكان الوحيد في القرية لشراء بعض السكاكر والموالح . وقبل التوجه للدكان كان لا بد من وضع خطة شرائية مُحكمة بحيث يتشارك الجميع بما سيحصلوا عليه من مواد . ها هو محسن يُدير اللقاء وينظمه حيث تم تشكيل قائمة بالمشتريات وتوزيعها على المبلغ المتاح وهو قرش لكل واحد ليكون المجموع أربعة قروش .
تناط مهمة الشراء لأنور (الأهتر) بسبب علاقة الود والممازحة بينه وبين الدُكنجي . وما أن دخلوا للدكان ابتدأت مهمة أنور حيث قال : التلام عليتم (السلام عليكم ) والمقصود هما الدكنجي وزطام الذي وصل قبلهم للتو . فيرد الدكنجي عبدالله ويقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا بالحبايب وشو بدكوا عموه ؟
فيجيبه أنور قائلاً : بدنا بدلت ادّامة , وبدلت حامد حلو , وبدلت عدال التايب , وبدلت مختلم . (بدنا بقرش قضامة وبقرش حامض حلو وبقرش عقال الشايب وبقرش مخشرم). يضحك زطام ويقول : والله عتبك على اللّي فهم اشي من سوالفك يا أنور !
يرد أنور على زطام بسخرية ويقول : المهم عمي عبدالله فهم عليّ . وهنا يتدخل الدكنجي ليلطف الجو ويقول لزطام : هو اسكت خيوه ودشرنا احنا بنفهم عبعظ . لتبدأ بعد ذلك عملية التزويد من قِبل الدكنجي قائلاً : قرب جاي يا مرعي وافتح جيبة قمبازك ليضع له كمشة قضامة ويتبعها بكمشة ثانية وهو يقول : وهاي طباشة البياع , ثم يقول لزعرور : قرب عموه وهاي عشر حبات مخشرم وفوقيهن حبتين زيادة البياع , ثم يقول لمحسن : وهاي عموه أُخرى عشر حبات حامظ حلو وفوقيهن ثنتين طباشة البياع , ثم يتوجه لأنور ويقول : بدي أحطلك عقال الشايب بورقة من خوف ما تنزع وعيتك وايديك , وهاي شقفة زيادة الك خص نص يا أنور بالعمادة بزطام .
بعد مغادرة الصبية يقول زطام لعبدالله : هاي شغلتك مخسرة مع هالقواريط ؟
يرد عبدالله ويقول : ابهمش خيوه أني بالعُمادة بزيدهم طباشة لشغلتين , أول شغلة مشان الحلال والحرام , وثاني شغلة لأني بعتبرهم مثل أولادي يعني هيتش هيتش أني الربحان . فهمت ولا لأ ؟
يضحك زطام ويقول : الله يرزقك , هو خيوه ناولني ثث ازرور نيلة وقيدهن عالدفتر . يتناول عبدالله عن الرف الذي بجانيه أربع قطع من نيلة الغسيل ويقول لزطام : وهاي زر زيادة طباشة البياع .
على اواه الحكومات هالأيام تعتبرنا مثل أولادها .
