المسفر جاني ام مجني عليه / علي الشريف

المسفر جاني ام مجني عليه

تتبعت على مدار الايام التي تبعت مباراة المنتخب وافغانستان ردود الفعل العنيفة التي كانت تنتقد المدير الفني للمنتخب الدكتور عبدالله المسفر وتحمله مسؤولية التعادل وتراجع المستوى الفني للمنتخب على اساس انه كان لدينا مستوى فني خارق.
ما تابعناه خلال الايام هو عبارة عن فزعة غير منطقية وغير محسوبة العواقب تهدف الى اغتيال شخصية المدرب والتاثير عليه بحملة اشبه ما تكون منظمة وبعيدة عن الامور الفنية والتحليل تقاد من خلال اجنده ربما اكون انا كاتب هذه السطور واحد من الذين سطروا فيها كلمات ناقدة شديده.
لنتكلم بواقعية كبيرة وبامانة وبعيدا عن اختناقات بالفزعة او الحرص على المنتخب فلا احد منا ابدى حرصه بقدر ما ابدى نقده للمدير الفني ولنعترف ان المسفر تسلم منتخب منتهي الصلاحية رغم انه يضم خيرة اللاعبين نتاج دوري مضغوط بلا واقعية ولا مبرر ولا حتى تفكير بمنحه الفرصة.
هذا الامر لو درسناه علميا واقصد سلسلة المباريات التي يلعبها اللاعب في الدوري المضغوط تحتاج لفترة تجميع مقدارها اسبوعين يتخللها مباراتان لتمكين الفريق من رفع السوية البدنية والتجانس حسب الدراسات العلمية .
هذا الامر لم يحدث واذا عدنا الى الوراء قليلا لمباراة افغانستان فاننا حتما سنجد ان الفوارق الفنية بين اللاعب الاردني ولاعب افغانستان تميل بشكل كبير الى مصلحة لاعبنا وليس من المنطقي للانصاف ان تنتهي بالتعادل فالنتيجة على اقل تقدير يجب ان تنتهي بخمسة اهداف لمصلحة منتخبنا.
ما حدث في المباراة ان المسفر كان يطلب من لاعبيه اللعب بضغط عالي على منتخب افغانستان ولكن يبدو ان الكهرباء كانت مقطوعة عنهم فكانت العابهم على الواقف معتقدين انه يمكن ان حسم المباراة واللاعب على التخت مما اوقعه بمسيرة غرور كبيرة وتراجع بدني مذهل وشرود ذهني كاد ان يوصلنا للخسارة.
مشكلتنا مع المنتخب ليست مشكلة المدرب او المسفر او جمال ابو عابد هي في الحقيقة الجلية مشكلة لاعب وليس من المنطقي نهائيا ان نتهم المدرب بعدم قدرته على قراءة المباراة خصوصا ان منتخبنا مع افغانستان وبهذه الكوكبة من اللاعبين يتوجب عليه الفوز دون مدرب ودون ان يفك الخط حتى.
ويمكن لنا ان نحمل المسفر عواقب النتيجة لو كان الفريق المقابل محترفا مثل اليابان او استراليا ويمكن ان نسال عن الخطط والقدرات والاعداد لكن لا يمكن لنا ان نحاسب مدرب لعب فريقه امام منتخب يمكن لنسوان حارتنا ان تهزمه لان القضية ستكون لاعب وليس مدرب.
قبل مباراة افعانستان وصل خبر حرمان خمسة لاعبي من اعمدة المنتخب الوطني نتيجة اشكالية الفيصلي مع الاتحاد العربي اضافة الى اصابة التعمري الذي غاب عن المباراة وهذا الامر يمكن ان يربك اكبر مدرب في التاريخ خصوصا اذا تزامن قبيل بداية المباراة بيوم او يومين.
لنكن اكثر واقعية في الكلام فلاعبنا يتقاضى مكافاه على الفوز من الاتحاد ما مقداره 500 دولار بينما يتقاضى من ناديه في مباراة هامة 1000 دولار فكيف سيهتم بامر المباراة بالتاكيد سيلعب بالشوكة والسكين وربما على الواقف حتى لا يصاب او يتعب لانه ينتظر الاستحقاقات النادوية المقبلة.
انا مدرك ان المسفر مدير فني لا يريد ان يخسر ولا يحب ان يخسر ولكن هناك من استغل الهجمة الاعلامية الشرسة عليه ليغير بوصلة الاخفاق ويحملها للمسفر فاصبح المسفر مجنيا عليه تماما مثل حسام حسن .
لنقر اخيرا بان المشكلة فينا نحن(قوم الفزعات وامة النرجسية التي اعتقدت انها افهم خلق الله على الارض) قلتها سابقا وساعيدها وقتلتنا الفزعة ويبدو ان مصيبة المسفر مع المنتخب مثل مصيبة الاسلام مع الخمر فالاسلام يطالبنا بتجنب الخمر ومنا من يتعاطاه والمسفر يطالب بعدم الغرور واللعب الهجومي ولاعبينا للاسف ما عليهم رباط
الاسلام جاء على قوم يتعاطون الخمر بالجرار حتى يغيرهم ويخرجهم من غيبوبتهم والمسفر جاء الى منتخب لم يبقى منه الا اسمه وذكريات اكل عليها الدهر وشرب فكيف يكون التغيير … انداري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى