” لا تجعلوا من الحمقى مشاهير !!!” / د. محمد شواقفة

” لا تجعلوا من الحمقى مشاهير !!!”
قبل عدة ايام عرفت أن صورة لبيضة لا معنى لها دخلت بتحدي مع صورة لمذيعة مشهورة و خلال ايام معدودة كانت صورة البيضة الاكثر انتشارا في عالم الانستجرام …. و انا شخصيا لا اعرفه اقصد الانستجرام و لم يتعد تواصلي الاجتماعي الفيسبوك و بعض مجموعات الواتس اب …. لكنني عرفت من عدة مصادر عن الصراع المحموم بين البيضة و المذيعة الغاضبة …. و بالفعل تفوقت صورة البيضة و بفارق كبير جدا و باكثر من 45 مليون اعجاب و دخلت البيضة و صاحب الصورة نادي المشاهير …. برأيي المتواضع و الذي قد لا يهتم له أحد … فالعالم فعلا بات مليئا بالتافهين و هم يتكاثرون و بشكل أسي…
و قد بدأ فعلا أحد أساطين التفاهة من لبنان بتصوير ” خسة لبنانية ” و يطالب الناس بأن ينتصروا لخسته ” بفتح الخاء او كسرها لا فرق ” …. و لكي لا يعتقد أحدا أنني لا أحسد التافهين … فإنني فعلا أشعر بالغبن الشديد و أنا ألملم أفكاري لأنسجها كقصة ظريفة أو كحكاية لها مغزى تلامس جرحا يؤلم الكثيرين …. و بعد ذلك أجد أن ” دبوسي ” و هو عنوان مقالاتي التي جاوزت الألف بكل تواضع …لا يحصد أكثر من عشرات التعليقات و ربما مئات من الاعجابات …. و فعلا لو جمعت كل دبابيسي خلال السنوات الماضية كلمات و حروف … اعجابات و مشاركات … بدون ادنى شك لن تتجاوز بضعة آلاف …. لربما انني فعلا كاتب بلا جمهور ….او ان ما اكتبه عن مشاكل الناس و معاناتهم لا وجود له …و كل هذا من محض خيالي المريض .
و كما ذكر لي صديقي الناقد …. التافهون لا يقرأون و اذا قرأوا لا يفهمون …. و اذا حاولوا الفهم فعادة لا يستطيعون …. و اخبرني انه هجر الكتابة و المحاضرات و تأليف الكتب و اشترى مزرعة و هو حريص على ان يكون فيها مكان ملائم للزرب …فحقيقة الامر أن التافهين وجدوا طريقهم لقلوب و عقول المستمعين و المراقبين و الذين ليسوا بالضرورة تافهين مثلهم…. يحضرني جدا قائمة بأصدقاء مقترحة كل يوم …. و كوني من النوع المنغلق اجتماعيا كما وصفني احد السحيجة و نرجسي في اختياري لصداقاتي كما وصفني آخر فانني ارفض غالبية الطلبات …. لانني لا ارغب بتكوين صداقات كثيرة و من اناس لا اعرفهم صدقا و لا يعرفونني ….و لكنني احيانا استقبل طلبات صداقة من بعض المعارف القدامى او اصدقاء التقينا يوما ما و فرقتنا الايام و السنون …. لا نية لدي و لا خطة بأن يكون لي متابعين لانني لا اتابع احدا و لا احب ان يتابعني احد …. و انا فعليا اكتب ما يروق لي و في اي وقت … بدون حواجز او محددات غير الضوابط الادبية و الاخلاقية …. فتراني ساعة اكتب في السياسة و تارة في الادب و احيانا تجدني العاشق المتيم و مرات ذلك التعيس الغارق باحزانه …. انا اعتبر نفسي انسان ربما اقل من الطبيعي بقليل …. افرح و احزن … اتناول الطعام و اسافر و اذهب احيانا في رحلات و احتفل بعيد ميلاد طفلي ….استمع للمجوز و اتابع مباريات الكرة …. و اناقش اصدقائي بمواضيع مختلفة و كثيرة …. لكن هذا ليس ما يمكن ان يربطني بأي من اصدقائي على الفيسبوك ….
لا اتابع جماعة البث المباشر فيسبوكيا …. و لا اعيب على احد ان يتابعهم و لكنني اتمسك برأيي بعدم متابعتهم ولي الحق في ذلك ….لست ملزما فعلا بان اعلق على كل منشور يضعه احد الاصدقاء …. و لا اعتقد ان احدا يعتب علي اذا لم افعل ….مع استثناء وحيد في المشاركة في التعزية و ربما التهنئة ولا شئ غير ذلك …. لا ارد على تحيات الصباح و المساء اليومية و لا يمكن ان تصلك رسالة مني بهلا بالخميس او جمعة مباركة او شجرة سعيدة او منور.
تفاجئت ان الفيسبوك يقترح علي اسماء لشخصيات معروفة محليا بأنها فعلا تافهة بحجة ان عدد كبير جدا من اصدقائي يتابعونهم …. حقيقة كانت صدمة و لا أعرف لها حلا ….
” أشق ثوبي و أطلع منه ” …ضحك صديقي و قال ستنتشر صورتك و ربما تغلب صورة البيضة !!!!!!
” دبوس على التافهين ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى