.أولاد حارتنا

[review]جرّبتها أكثر من مرّة ، في عبدون..قبل أن ترن جرس أي بوابة على غير تعيين، يلفت انتباهك نظافة الواجهة التي تقف أمامها من أي علامات أو رموز تابعة لخدمات المجاري، حتى سلطة المياه والبلدية ومقاولي الأشغال يشيروا على مواقع التمديد  بخطوط صغيرة وبعيدة عن مدخل الفيلاً،مراعين في ذلك جمالية المكان.. كما قد يسترعي انتباهك ، مصنعية كراج السيارة ، ومتانة معرّش العنب، ووجود "بسكليت" قرب البوابة من الداخل، وكرة ناعمة ، ومضارب ريشة ، وأسفل الدرج سيارة أطفال تعمل على الريموت كنترول قريبة من العيان ولا تأبه بلصوص الحي  ..مجرّد أن تضغط على الجرس، يصدر تغريداً بعيداً ، وصوت ناعم يسأل من (الإنتر كوم).. "مين"؟ يتبعه خروج أطفال يرتدون بيجامات زاهية..يتراكضون مخمّنين : بابا بابا..ثم عندما يشاهدونك يلملموا المفاجأة   و يسألونك بعدها.* أنت مين؟عمو هادي .·       لأ.·       عمو سامح·       لأ.·       عمو أبو روان.·       عموّ  خديجة. ·       لأ، بابا موجود؟.·       يضحكون بخجل قائلين: ( لحظة شوي).ويذهبون لاستدعاء  (البابا). بينما إذا ما اخترت على غير تعيين أي من بيت من بيوت حارتنا ، فستشاهد قبل أن ترن الجرس علامات ورموز تأكل واجهة المنزل ( هنا منهل ،  نقطة 13/ م حفر ، ف ت /مجاري 2.5 متر ، ماسورة 2انش ويشير بسهم على أسفل الجدار ودائرة بقلبها نقطة وسهم الى البوابة ) ، كما يسترعي انتباهك  ممارسة أبناء الحي التخطيط على جدار البيت المقصود (خالد أبو علاء)..(طق قلبي)..(حط عينك بعيني). كما ستشاهد في المدخل  ، سطل "زرّيعه" ، (كاوشوك) مرسيدس 190، ونصف هيكل بسكليت ، و(فردة حفّاية ) مقلوبة..ومسطرين..مجرد أن تضغط على الجرس ، تكتشف أنه معطّل ، مما يستدعيك أن تجرب طبقات صوتك العليا في النداء على "أبو يحيى"..يتبعه صوت نسائي حاد من الصالون "ميييين"؟؟؟ ثم أولاد يتراكضون ، بقطع ملابس علوية فقط..يقوم كبيرهم بركل صغيرهم في باطن قدمه اليمنى لأنه قد سبقه في الخروج.·       ثم ينادي لمجرّد مشاهدتك (يمّه تبع الكهربا).وعندما تنبّهه أنك لست (تبع الكهربا) فإنه سيسألك ثانيةً·       تبع المي؟.·       لأ.·       بدّك تشتري (البكم)؟ . فإنك ستجبر على الردّ التالي.·       روح انقلع.. نادي أبوك.يغلق الباب بقوّة خلفه، لحين ارتداء الحجي ملابسه..مع كل هذا على قلبي مثل العسل..فالبراءة لا تؤمن ب"الإنتر كوم".احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com    

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى