دعاء جامع لكل خير

دعاء جامع لكل خير
ماجد دودين

((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) سورة البقرة، الآية: 201.

‏(رَبَّنَا) البدء بتقديم التوسّل بأجمل الأسماء والصفات… (رَبَّنَا): نداء فيه إقرار بالربوبية ‏العامة للَّه تعالى المستلزمة لتوحيده في الألوهية، فجمعوا بين أنواع التوحيد التزاماً وتضمناً، وهم يستحضرون كذلك ربوبيته الخاصة لخيار خلقه الذين رباهم بلطفه، وأصلح لهم دينهم ودنياهم، فأخرجهم من الظلمات إلى النور، ‏وهذا متضمن لافتقارهم إلى ربهم، وأنهم لا يقدرون على تربية نفوسهم من كل وجه، فليس لهم غير ربهم يتولاهم، ويصلح أمورهم))

‏لهذا ينبغي للداعي أن يستحضر هذه المعاني الجميلة من ربوبيته تعالى العامة لكل الخلق، وربوبيته الخاصة، فإن ذلك يوجب للعبد الخشوع والخضوع، وتذوق حلاوة المناجاة، والدعاء التي لا يعادلها أي شيء من المحبوبات.

(آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً): سؤال من خير الدنيا كله بأوجز لفظ وعبارة، فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد، ((فإنّ الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ‏ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك)).

(وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً): أما (الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات)، فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك: ((الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب) وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.

(وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ): (وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام) وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ((ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة)، ثم بيّن علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة (أولئك)-(‏أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) البقرة – الآية 202

‏ولما كان هذا الدعاء المبارك الجامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان أكثر أدعيته كما أخبر بذلك أنس أنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم.

‏واقتدى بذلك أنس، فكان لا يدعه في أي دعاء يدعو به، وقد طلب منه بعض أصحابه أن يدعو لهم، فدعا لهم بهذه الدعوة المباركة، ثم قال: (إذا آتاكم اللَّه ذلك فقد آتاكم الخير كله)

‏تضمنت هذه الدعوة جملاً من الفوائد، منها:

1. يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه خيري الدنيا والآخرة.

2. ينبغي لكل داعٍ أن يكون جُلَّ دعائه ونصيبه الأكبر في أمور الآخرة، فجاء في هذا الدعاء سؤال أمرين عظيمين من أمور الآخرة: وأمرٍ واحدٍ من أمور الدنيا (‏وَفِي الآخِرَةْ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

3. أهمية التوسل بصفاته تعالى الفعلية لقول اللَّه، وتأسيّاً برسولنا

4. ينبغي للداعي أن يكون من أصحاب الهمم العالية.

5. أن الإنسان لا يذم إذا طلب حسنة الدنيا مع حسنة الآخرة.

6. أن كل إنسان محتاج إلى حسنات الدنيا والآخرة.

7. من حُسن الدعاء أن يجمع في مطالبه بين الرغبة: (آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً)، والرهبة:(قِنَا عَذَابَ النَّارِ). حتى يكون العبد بين الخوف والرجاء.

8. أهمية الأدعية في كتاب اللَّه تعالى، ‏فهي كافية وشافية من جميع المطالب التي يتمناها العبد في دينه، ‏ودنياه، وآخرته.

فعلى العبد ملازمة هذه الدعوة اتباعاً.

روى البخاري ومسلم عن أَنَس بْن مَالِكٍ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ: يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ).

أحد أصحاب رؤوس الأموال في الصين مات. ورثت أرملته (2) بليون دولار. وتزوجت الأرملة سائق زوجها المتوفى. قال السائق: كل الوقت وأنا أعتقد أنني أعمل في خدمة معلّمي. ولكن الآن فقط علمت أنّ معلمي كان يعمل كل الوقت من أجلي!!

الحقيقة المرّة هي: أن تعيش أطول أكثر أهمية من أن تحصل على ثروة أكبر. لذلك يجب أن تسعى لأن يكون جسدك صحيحا وقويا، والحقيقة ليس مهماً من يعمل من أجل من.

في أفضل أنواع الموبايلات: ٧٠٪ من الميزات لا تلزم ولا تُسْتخدم.

في أغلى أنواع السيارات: ٧٠٪ من الميزات والإضافات لا فائدة منها.

إذا كان عندك بيت أو فيلا ضخمة فإن ٧٠٪ من المكان لا تستعمله ولا يُشْغل.

ماذا عن ملابسك؟ ٧٠٪ منها غير ملبوسة!

حياتك التي قضيتها في جني المال وجمعه ٧٠٪ منها للناس الآخرين ليتمتعوا

لذلك، يجب أن تتمتع بحصتك ٣٠٪

1) إذهب للفحص الطبي حتى لو لم تشكُ من مرض

2) اشرب ماء أكثر حتى لو لم تكن عطشاناً

3) تعلم أن تنسى حتى لو كانت الطامّة كبرى

4) ابق متواضعاً، حتى لو كنت غنياً جدا وفي مركز قوة

5) تعلم أن تكون قنوعاً حتى لو لم تكن غنيا.

6) مرن عقلك وجسمك، حتى لو كنت مشغولا جدا.

7) اترك وقتا للناس الذين يهمك أمرهم.

ويذكرني هذا كله بحديث رسولنا الكريِم صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه البخاري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى