تهديد رخيص
تصريح وزير المالية عمر ملحس بأن الحكومة قد لا تتمكن من دفع رواتب الشهر الحالي في حال عدم إصدار قانون الضريبة الجديد – لأن ذلك سيسبب القلق للدول المانحة حسب زعمه فتوقف المساعدات المقررة لهذه الفترة – ما هو إلا تهديد رخيص للمواطنين في أرزاقهم لكي يتخلوا عن الإعتصامات ويتركوا الشوارع، ولا يغدو كونه كذبة سخيفة جديدة لا تنطلي إلا على المغفلين…
فالدول المانحة تعلم كما يعلم الطفل الصغير في الأردن بأن قانون الضريبة المقترح، حتى لو تم التوافق عليه في أسرع السيناريوهات دون أي احتجاجات شعبية، فإنه لن يصبح قانوناً قبل تمريره في البرلمان بمجلسيه أولاً، ومن بعدها صدور الإرادة الملكية بالموافقة عليه، ومن ثم نشره في الجريدة الرسمية وبدء العمل به، وكل هذا أصلاً كان سيستغرق وقتاً يتجاوز نهاية الشهر الحالي وموعد دفع رواتبه في جميع الأحوال…
فما علاقة تمرير هذا القانون برواتب موظفي الحكومة المترتبة في آخر الشهر الحالي؟
من أين يأتي وزير المالية بهذه التخريفات، وهل يعتقد أنه بإمكانه استهبال شعب بأكمله؟
ولكن هذه نصف المصيبة فقط…
الجانب الأشنع من هكذا تصريح غير مسؤول هو الرسالة الكارثية التي نعلنها للعالم، حيث يقوم وزير مالية هذا البلد بالتشهير في حكومتنا بأنها مفلسة وأنها أصبحت غير قادرة على دفع رواتب موظفيها!!
أليست هذه بحد ذاتها جريمة تشهير بالإقتصاد الوطني وفضيحة تستوجب من عمر ملحس أن يقدم استقالته الفورية؟
عندما يعلن وزير المال في المملكة على وسائل الإعلام بأن خزائن دولته فارغة وأن حكومته أصبحت غير قادرة على دفع رواتب قطاعها العام، هل بربكم يستحق أن يبقى هكذا وزيرعلى رأس عمله لدقيقة واحدة إضافية؟
إذا مش عارفين تدفعوا رواتب، استحوا على دمكم وروحوا اقعدوا في بيوتكم يا أخي!!