ارحل يا “ملقي ” قبل ان يلقي بك / د. عبد الفتاح طوقان

ارحل يا “ملقي ” قبل ان يلقي بك

حكومة د. الملقي هي حكومة ضعيفة دامية، سلخت جلد الشعب برفعها للأسعار وزيادة الضرائب، وافقرته ومصت دمائه، قطعت جلد ولحم وجسد الامة وهشمت عصب الاقتصاد ومدت يدها الي جوف المواطن وقامت بتجريف كل ما يملك فما كان من الشعب الأردني الا ان تلاحم في مواجهة مع الحكومة الساقطة شعبيا والفاشلة اقتصاديا ونفذ اول اضراب عام شامل في كل مدن المملكة لأول مرة في تاريخ الأردن منذ تأسيسها.

تغولت الحكومة على الشعب واستحلت الارتماء في صندوق النقد الدولي عمدا، واتبعت توصيات” بهلوانية ” خطئا، في حاله تتشابه مع قصص غياب السلطان وسيفه الماضي من قصص ألف ليلة وليلة، معتقدة ان لسان الشعب اخرس، ويد الشعب مشلولة، وأصابع الشعب مقيدة، وعيون الشعب مغلقة.

تناست الحكومة ان الشعب لا يزجر، ولا يتعدى على حقوقه وقوته، والشعب لا يستضر ولا يمتهن، ولا ينفي ويبعد عن تقرير مصيره، وتغاضت الحكومة عن اقتصاد إعادة الهيبة للوطن واندفعت نحو اقتصاد سفاهة البذخ الحكومي السلطاني الذي فرض على الشعب واتجهت الي إنكار حقوق الشعب والي فرض ضرائب الجزية لتسديد ما بددته حكومات سابقة، وما تمت استدانته خارج النسق الوطني، من عباءات الفخر الاردنية ووشم نساء النشميات الاردنيات.

ما قامت وتقوم به الحكومة لا يجوز العفو عنه او الشفاعة له، خصوصا في غياب واضح للتعزيز السلطاني المدافع عن الشعب.

لقد أصبح التعدي الحكومي على الشعب غليظ بما كفل القفز عن اسوار، كانت شاهقة يوما ما، عبر اضراب شامل لم يخف من كل التعزيزات التي كانت تحمي وتستند الي الباب العالي، بما ينذر ان لم ترحل الحكومة ويتم الغاء القانون الضريبي المعدل والحفاظ على المصلحة العامة للشعب والوطن فلا ضمان لصرامة وخشونة الإضرابات القادمة وسقوفها والتي لا يختلف عليها ساسة وعمال وموسرين وعسكريين ومدنيين وفقراء ومزارعين وعاطلين عن العمل وغيرهم من فئات المجتمع الأردني الطيب والصبور.

الشعب وحده واحده، يدا بيد، الي ان ” يلقي” بالملقي خارج الدوار الرابع ولا بديل او خيار غير ذلك.

أفعال الحكومة، والتي يبدو وكأنها في” سيرك بهلوان “، احكامها منكر ظاهر لحق الشعب في حياة امنة وكرامة، وتجاوزاتها ناجزة، واوجهها الاقتصادية قاصرة، يحكمها التجاحد والانكار لأبسط حقوق الشعب.

المضربون من كافة فئات المجتمع غرسوا شتائل الحرية، وأيقظوا ضمير الامة الذي استكان لفترة، لكنه ضمير لم ينم لحظة او يغب ثانية عن الوطن، وتعاضدوا معا برعاية وحشد من النقابات المهنية، ضمير الوطن الحي، لأسقاط القانون سيء السمعة والحكومة التي كفرت بالشعب واغرمت بنظريات “بهلوانية” في سيرك اقتصادي ظنت ان الشعب جثة هامدة.

الضراب الذي نجح اظهر “التغريب” الذي تعيشه الحكومة والقطيعة مع الشعب، وأوضحت المضامين الحكومية الساقطة، والكوارث الذي سببتها ودفعت الي صورة واقعية للوطن لن تهدأ، مستمرة وتزداد اتساعا كاشفة غياب البدائل لدي الحكومة وشاهده على عدم وجود برامج لدي الحكومة وجهلها بما تحمله الأيام القادمة.

الحل يكمن في اتجاهات ثلاث، الأول يتمثل في سحب القانون المقترح من مجلس النواب، وهذا حق دستوري وضمن الأطر القانونية للحكومة طالما انه لم يصدق عليه بعد، وحدث سحبا لعديد من مشاريع قوانين سابقا في مصر وتونس والمغرب اثناء العرض والمناقشة في مجالس الشعب، وليس مستهجنا او مخالفا للشرع والقانون كما تدعي “كذبا” أذرع الحكومة الإعلامية التي تريد ان تضع الشعب في مواجهة مجلس النواب وتخرج نفسها من شرارة الاشتعال.

ثانيا ان يتقدم ” الملقي” بكلمة وداع واعتذار للشعب طالبا المغفرة عما اقترفه بحق الوطن والشعب، ويقدم استقالته قبل الجمعة الحزينة من اضراب الغضب المستمر، وقبل ان يلقي به وبحكومته الضعيفة من مئذنة السلطان. الاستقالة هي سد أخير أمام فوضى – لا سمح الله – تسببت به الحكومة، وعصيان مدني اراه قادما، لا قبل لأحد بها في الظرف الحالي..

وثالثا تشكيل حكومة “اردنية ” من أبناء الأردن المخلصين الاكفاء، ومفهوم اردنية انها تعمل لصالح الأردن والشعب الأردني، لا يحكمها الا ضمير الامة وتعي جيدا الفرق بين السلطان والسلطانية وبين السلطة والسلطوية.

الحكومة تصرفاتها “سمجة” ولا يدل على أنها تفهم او تتفهم ما يجري حولها وتعيش في جلباب و اجندات تتحكم بها ، والجلباب مرفوض خصوصا و انه ثوبا غير اردنيا..!!!

الضراب ترجم تطلعات امة وخلق جيلا جديدا في سياق تغيير سريع للأحداث مخالف لكل توقعات الحكومة.

وداعا قريب أيها ” الملقي”، نصيحة مجانية .

aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى