حُجبٌ و طلامس

حُجبٌ و طلامس

نور الجابري

عيناك معجزة كبرى
عيناك مرآة الأكوان
فيهن بريق يُبصِرُني فأنت النور لكل مكان
كدليلٍ أنتِ في سفري
و لسكني أنتِ العنوان
فإذا غِبتِ يا سيدتي
توقفي قلبي عن الخفقان
ما كان لقلب واحد أن يعشق
ما كان بجوفي قلبان
حينَ تأملت شفاهك …كي أقرأها ..
كنت گ عرافة تاهت في عمق الفنجان
لم أدرك نفسي
فشفاهك حجبٌ و طلاسم ..لا يفهمها الا الجان
وشردتُ طويلا في الليل الساكن عينيك
و قد غلفها الظلّ الأزرق ..
كانت گ مراكب في الخُلجان
و حين أفقتُ و لم أُبصركِ ..حاصرني كابوس الهذيان
أرحلتي عني …
هل عن مدني غبتِ
لن يحملكِ دوني مكان
فأنا ملكٌ للعشق
و أنا التاريخ
و أنا حزنٌ للأحزان
و أنا العشق يُقدم كل العشاق اليكِ كما القربان
فاشربي بعضا من كأسي
و لنبقى سوياً في الوجدان
أو إن شئتِ ..
فارحلي عن ظلّي..و لتجعلي من قلبي مدينة بلا سكان
فليس جميع العشاق سواسيةً
العشق جنان
لا شيء لاخسره سيدتي
أنا حرفي بالعشق مُدان
يؤلم.. يجرح ..يصنع ثورة
حرفي نصف كيان
و النصف الاخر أحرفكِ
جعلتني مهزوماً سكران
هذا القلب غريبٌ جداً
كان محباً ..حتى غيره الخذلان
ف إبتعدي عني
إبتعدي ما زلت صغيرة
ما زلت في عمر الصبيان
و أنا شاعر لغتي الموت أو الهذيان
إبتعدي فأنا سأبقى
و أنتِ ستمسي هفوة من ذكرى الأزمان
مجرد ولهٍ في الذكرى
مجرد صورٍ في الأذهان
مجرد حلمٍ يتجرد ..گ قارب في بحر العصيان
مجرد جسدٍ لا يحمل في كنفه روحه الانسان
مجرد ريشة قد خُلِقت
كي ترسم لوحة فنان
أو حتى قبلة لم يتبادلها صديقان
مجرد ذكرى من كسرى .. قابية أحرقها الرومان
إبتعدي …لا تقفي أمامي كالقشة
يجرفها سيل الوديان
فأنتِ مبتذلة …
أنتِ مبتذلة
ستمري عابرة گ الكذبةِ في نيسان
و لنّ أطلبَ عفوكِ…فأنا سفينة نوح
إن كنتِ أنتِ الطوفان
و أنا خروج الروح ..إن كنتِ أنتِ الأكفان
أخطأت كثيرا سيدتي ..لبيتُ جميع نداءاتك
أحببتكِ أكثر من ذاتك
أهديكِ قلباً بالمجان
و ما أنا يا سيدتي بجنيٍ
و ما أنتِ نبيُ الله سليمان
ما أنتِ إلّآ وسوسةً …. أغواني فيها الشيطان
فإذا أقمتُ صلاتي دعوتُ الله
بأنّ يجمعنا و يغفر ذنبي
فحبكِّ كفرٌ قد أوصلني للعصيان
ما خُلِقت قصةُ عشقي كي تُنسى
فأحرفكِ نُقِشتّ في قلبي
و كأنّها أيات القران
ما كان لهذي القصة يوما من نسيان .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى