تفاحيّات عربية

تفاحيّات عربية / يوسف غيشان

تفاحة سقطت على منخار المدعو اسحق نيوتن وهو منبطح تحت شجرة، جعلته يتفكر في أسباب سقوط تلك التفاحة…. إلى ان اكتشف قانون، أو بالاحرى، قوانين الجاذبية التي لم تكن معروفة سابقا…. ربما لو وقعت عليه الشجرة بأكملها لاكتشف سر الحياة والموت. لنحاول ان نتخيل ان الحدث (حادث سقوط التفاحة) حصل مع عقلة أو عبد ربه أو مفلح. بالتأكيد سيكون رد الفعل مختلفا.
لو حصل الأمر مع عقلة مثلا وسقطت عليه التفاحة وهو نائم، لكان صحا من النوم منزعجا، ثم نظر إلى التفاحة بتواطؤ وابتسم بخبث، ثم تناولها و(جغمها) وهو يردد بحبور عبارة: (سبحان الله يا القسمة) !!.
ولو حصل الحادث بشكل مشابه مع عبد ربه لكان وضع يده على انفه ومسح الدم بانفعال، ثم بحث عن صاحب البستان وطالبه بجمع جاهة كريمة (طبعا) وعملاقة حتى يحضروا إلى بيت المغدور(عبدربه) على حساب عبد ربه أيضا.للحصول على صك صلح عشائري سوف ينشر بالجريدة الرسمية الذي ينتظرهم مع شليّة خرفان يحولها إلى مناسف (أخت فلاته) ويفوت حقه إكراما للجاهة الكريمة… أي ان صديقنا عبد ربه سوف يخبص الدنيا ويولم لجاهة طويلة عريضة بتكاليف لا تقل عن حجم راتبه لستة أشهر قادمة …. كل هذا من اجل تفاحة سقطت على انفه.
أما مفلح، الذي يتميز بعقلية علمية لا بأس بها فسوف يكتشف ان التفاح هو أحد أنواع الطيور، بدليل البيت الشعري الذي يقول: (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع).
ردود فعل متنوعة سوف تصدر عن إخوتي العرب في كل زمان إزاء حادثة السقوط، لكن لن يكون بينها من قريب أومن بعيد ما يقترب من منهج وطريقة واكتشاف اسحق نيوتن (الحقّ ع نيوتن طبعا).
كم دبشة سقطت على رؤوسنا!!
كم سطلا !!
كم ساطورا!!
كم صاروخا عابرا للكرامة!!
الغريب إنها جميعها بلا استثناء كانت دبشات وسطول وسواطير وصواريخ أميركية ومقصودة تماما، وليس على سبيل الصدفة أو انصياعا لقوانين الجاذبية كما تفاحة نيوتن… لكننا لم نكتشف أي شيء جوهري بعد!!
ولن نكتشف، ما دمنا نواجه الحياة ونفكر ونتصرف بهذه الطريقة!!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى