احذروا الجمال

احذروا الجمال

د. #عبدالله_البركات

استعمل #الانسان #الجمال كغطاء للقبح لكي يتم تسويقه ومنع اكتشافه الا بعد فوات الاوان. وقد كانت الموسيقى مثالًا صارخاً على ذلك حيث تسوق اقبح المعاني من خلال الموسيقى الجميلة . فقد ردد الناس عبارة مشهورة هي ( قد يكون الغيب حلواً انما الحاضر أحلى) وهذا تشكيك بالجنة وتقليل من جمالها ان وجدت كما تفيد كلمة (قد) الواردة في الاغنية. وردد الناس اغانٍ كثيرة مثل ذلك مثل عبارة ( قدرٌ أحمق الخطى سحقت هامتي خطاه) في الاغنية المشهورة. وهذا كفر بالقضاء والقدر وحكمة الله فيه.
وكنت اظن ان #الموسيقى مثل شرود لا شبيه له. الا انه تبين لي ان ذلك اي استعمال الجميل في #تسويق #القبيح نهج مطرد قلما يتخلف. فبموسيقى الشعر كذلك تروج المعاني الرديئة والافكار المنحرفة. وبالتشببهات الجميلة يقلب الحق الى باطل والباطل الى حق. وباللوحات الجميلة تقدم افكار منحرفة وكذلك في التماثيل الجميلة من الرخام الابيض تعرض العورات. وقد اشار القران الكريم الى احد انواع ذلك الجمال الخادع حينما تكلم عن القول المنمق الذي يضل به الانس والجن بعضهم بعضا. فقال تعالى ( يوحيى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا) .
ولعل في العبارة المشهورة (يدس السم بالدسم) ما يعزز هذا الرأي. الا ان وضع السم بالدسم هو الاستثناء بينما تغطية القبيح بالجميل هي القاعدة.
فاحذروا الاشياء الجميلة.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى