بطيخ نظام السادات وبنزين محطات المناصير

بطيخ نظام السادات وبنزين محطات المناصير

د.محمود الحموري

يقال انه في عهد الرئيس المصري أنور السادات اعتقل الشيخ عبد الحميد كشك اكثر من مرة بتهمة مخالفته لقانون يمنع استخدام الدين في السياسة، وقد تم اعتقاله بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم بسبب خطبتة النارية يوم الجمعة لاعتباره توقيع اتفاقية كامب ديفد خيانة، حيث اعتقل مباشرة بعد خطاب السادات الشهير في الخامس من سبتمبر من عام ١٩٨١، قبل مقتل السادات بشهر، الأمر الذي أدى إلى تجمع عشرات الآلاف من المصلين ومريدي الشيخ الضرير فارس المنابر وعزمهم التوجه للاعتصام حيث رئيس الجمهورية كوسيلة لإخراج الشيخ من المعتقل … وأثناء ذاك المشهد، بينما أصوات المحتجين تتعالى، قرر الحشد المسير صوب بيت السادات، وفي ذات الوقت جاءت ثلاث سيارات لوري كبيرة محملة بالبطيخ، تنادي بمكبرات الصوت “كل بطيخة بربع جنيه” حيث كان سعر البطيخة الواحدة يزيد عن جنيه ونصف، عندها تزاحم عدد كبير من المتظاهرين حول سيارات البطيخ رخيص السعر، واشترى عدد كبير منهم بطيخة او أكثر، وفي غضون نصف ساعة كان اغلب الناس قد عادوا ادراجهم لبيوتهم وبين ذراعي كل واحد منهم بطيخة على الأقل ليبقى الشيخ الجليل بالسجن ما يقرب العام وحتى عام ١٩٨٢ …
وفي بلادنا الجميلة أعلنت محطات المناصير عن عرض خاص لعدة ساعات من يوم الثلاثاء الماضي وهو املأ بنزين بعشرين دينار وخذ كوبون بخمس دنانير للمرة القادمة وعليه، فقد كسب المواطن كوبون وكسب المناصير سوق البنزين الأردني لتعبئتين على التوالي، ليجمع الملايين من الدنانير منا، بكل قبول ورضى وطيب خاطر، وليذهب الوقت والكرامة والمعنويات والنوماس إلى الجحيم، وهكذا تبين بأن اغلب الأردنيين ينتظرون المغانم والغنائم بكل ترقب وحتى لو كانت بقيمة الخمسة دنانير، وهذا مؤشر غير حميد ومؤلم وخطير يمكن استنتاجه، اقلها أن يقال “انه يمكن شراء كثير من الأردنيين من اية جهه “فقراء وطبقة وسطى واغنياء” – لا فرق بذلك- بدنانير معدودات، فهل لهذه الظاهرة من دراسة وافية لتدارك الخلل ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى