حكومة ” الفُرصة الأخيرة “…
د. احمد زياد ابو غنيمة
اصدقك القول رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة، ان بدايات حكومتك غير مُشجّعة ابداً، ولا تختلف عن سابقاتها بشيء، فتصريحاتكم بعيدة عن الواقع ” كالشفافية والمكاشفة” والتي تم نسفها بتعيين ابن زميل سابق لك في الدوار الرابع بطريقة استفزت الاردنيين كثيراً، وتصريحاتكم كذلك حول محاربة “الفساد” لم تجد من يقتنع بها مع زخم التجاوزات المالية والإدارية في تقرير ديوان المحاسبة والمتكررة كل عام ، وتغنّيكم بالإنتخابات ” النزيهة والشفافة ” والتي تم نسفها كذلك مما شاهدناه ولمسناه من تدخل جهات ” المفروض انها تحت امركم ” في تركيبة المجلس عند ” هندسته ” وفي تشكيل اللجان.
لعلك لا تعرف دولة الرئيس ( وقد تكون تعرف ووصلتك تقارير بذلك !!)، ان الغضب قبل بلغ اوجه لدى الشعب الاردني وهو يرى ان حكومتكم ما هي إلا امتداد لنهج يؤسّس ويُمهّد للتحول من لإستبداد ” الناعم ” إلى استبداد ” خشن ” لا يقبله الأردنيون.
صبرنا كثيراً على حكومات امعنت تجويعنا ومحاولة تركيعنا، ولكن للصبر حدود كما تعرف دولة الرئيس، ولا يدوم الظلم للأبد ما دام هناك شعب يؤمن بان الوطن اكبر من كل الحكومات واكبر من كل المؤسسات والأجهزة.
لا تملك ولا نملك دولة الرئيس ترف الوقت الذي يمضي مُسرعا نحو نهايات مؤلمة كما يبدو في المشهد امامنا، ولا نرغبها لا نحن ولا انت، إن استمرت حكومتكم في السير على خُطى من سبقكم، وكما يبدو واضحا للجميع ان حكومتكم اثبتت عدم قدرتها على إيقاف بعض مراكز القرار من استفزاز الشعب ودفعه نحو الشارع.
أعد لِمام اوراقك دولة الرئيس، وأجلس في خُلوة مع نفسك، وحدّد المسار الذي تريد ان تسير فيه كرئيس للحكومة، وقرّر اي نوع من الرؤساء تريد ان يذكرك الأردنيون به بالخير ام باللعنات !!!
القرار قرارك دولة الرئيس، وعلى ضوئه سيُحدّد الشعب كيف ستستمر حكومتكم حتى الصيف القادم والدوار الرابع الذي يتوق الاردنيون للنزول إليه كما نزلوا قبل عامين ونصف، وسجّلوا انهم شعب حي لا يقبل الضيم او الظلم او القهر وليس شعب ميت كما يحاول البعض ان يُشيع.
حكومتك دولة الرئيس، وعلى ضوء بداياتها المُستفزّة والمُقلقة والتي لا تُبشّر بالخير، قد تكون حكومة ” الفرصة الاخيرة “، فلا تُضيعوها بمزيد من الممارسات التي تمارسها مراكز القرار – وانتم تغضّون الطرف عنها – والتي تزيد من غضب واستفزاز الشعب الاردني العظيم.
اللهم إني قد بلّغت.. اللهم فاشهد 🤲
المواطن الاردني “الغاضب جدا” / د. احمد زياد ابو غنيمة
