حين تخونك يمينك … / مروان البطاينه

حين تخونك يمينك …
مما قرأت … للعبرة ..
في رواية تاراس بولبا للاديب الروسي نيكولاي غوغول ..وهي بالمناسبة من التراث الاوكراني..
مشهد المحارب العظيم اندريا الابن الاصغر لبولبا والذي استمالته ابنة الحاكم البولندي
فهام بها عشقا وانحاز يقاتل قومه مع البولنديين..
وهو ابن قائد الثوار وقدوتهم وزعيمهم …
واذ تناهت الى اسماع بولبا خيانة ولده الاصغر ..
واذ اسود الكون في عينيه . واذ دارت به الدنيا
واذ احس لوهله ان اندريا ليس من صلبه
وليس من نبت اوكرانيا ..
وبعد …
استل بولبا رمحه وسيفه وبندقيته
وطفق يبحث عن اندريا في صفوف الابطال
معرضا نفسه لنصالهم وطلقات بنادقهم …
ويشق الصفوف مزمجرا كاسد جريح
بقلنسوته الخضراء وشاربه الفضي..

ما هي الا لحظات حتى كان وجها لوجه امام فلذة كبده …
مشهد غاية في الوجع …
خر اندريا عن فرسه راكعا امام عظمة القائد تاراس
ولم يبد اية مقاومة .. نظر الى ابيه ومن حوله الجند
متحلقون حول رمزهم وقائدهم …
قال بولبا كلمة واحدة ..
كيف تجرأت على التفكير في ان تجلب العار الى هذا الشارب الذي تخضب بدماء الاعداء الف مرة ..
لعلكم تتساءلون ؟؟؟ ماذا فعل بولبا …
ليس للخيانة الا دواء واحد …
سدد بولبا بندقيته الى قلب الفتى العاشق
فارداه ….
عاد بولبا الى معسكره رافعا رأسه …
لكن قطعة من قلبه سقطت هناك …
ما امر طعم الموت ..
اذ يقتل الوالد ولده ..
لكن طعم الخيانة امر …
وتراب الوطن اغلى …
عاش بولبا رافعا رأسه فترة قصيرة …
لكن قلبه لم يحتمل …ظل مكلوما ….
حتى احرقه البولنديون حيا …
لكنه ما سلم يوما وما هادن …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى