في وداع سعد ابو عنزه _ أبا صخر _ / د نضال شاكر العزب

في وداع
سعد ابو عنزه _ أبا صخر _

د نضال شاكر العزب

رحل والدي ووالد صخر ، صديق الطفولة والكشافة والزمن الجميل ، ورحلت الذكرى وليصمت الكلام !!!

كم كان خلوقا ودمثا وعنوانا للصبر !
متجلدا رجلا في المصائب .

رحل من فتحنا عيوننا على خلقه الرفيع !

رحل الوالدون ،
فماذا نكتب عمن كانوا ” أباء للجميع ”
حين تلقاه تحس أنه والدك وحبيبك وصديقك وقريب منك ، رغم السن ، يفهمك وكأنه عالم نفس وبحر حنان !

فكثير ما كنت القاه وتدمع عيناي بعد اللقاء وأرى في عينيه ما لا يوصف وألمح في كلماته البسيطة كل المعاني

رحل العطر ،
رحل الوالدون ،
الشجر الواقف الوارف ، المتجذر بالارض التي أحب
الذين زينهم الشماغ والخلق والصبر والتصبر رحل الياسمين والوفاء ،
رحل – الزين –
الهادئ الرزين ، من لا تهزه الحياه الصابر الصبور ، الهاش البشوش ولا نقول إلا ما يرضي الله ،
من عيونهم كنا نرى الصبر والسماحة والكبرياء ،
صبر على مصائب الدهر ،فبقي كما هو لا يهتز ، رغم فقدانه الحبيب الأحب عاش كما تعرفه لا يتغير ولا يتبدل ويزداد صبرا ورفعه فتحبه كلما تراه وأينما تراه
وإصرار على المواصلة والمجاهدة

يرحل العطر ،
يرحل الوالدون الذين يفوقون الشباب بصبرهم وحبهم وكرمهم بالابتسام رحل الوالدون الرجال !

عطر كلما اقتربت منه ، تشمه وتشم رائحه الأباء الأوفياء ، المعلمون الذين فهموا الخلق الرفيع والصبر والتفكر واللين وعلمونا بسلوكهم ولينهم فها نحن نفتقد الشجر الاصيل ، فواحدهم كان أبا للجميع ، وكأن الجميع أولاده !!!

ليتك يا موت لا تأخذ هؤلاء ، الأباء المعطون ، المناضلون

الوالد الانسان
الدمث الخلوق الهادئ ،
المتقبل للأخر رغم فارق السن ، فمنذ الصغر وعينا على أبا صخر ، وكان دوما حانيا ، يلاطف الصغير والكبير ، هلدئا طيعا هينا لينا ، قريبا من القلب ، لا تشاهد في عينيه الا الإقتراب والحنو والسكينه

صعب أن ننتهي في وداع الوالد ،
فماذا تقول فيمن حفروا الصخر وناضلوا ، وأعطوا كل ما لديهم رغم كل الدروب الصعبه ،

الى رحمة الله الواسعه
نستودعك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين

د نضال شاكر العزب
Nedal.azab@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى