حاورهم / باجس القبيلات

حاورهم
بعد خروج الشباب المعطلين عن العمل مشيا على الأقدام من المحافظات والألوية صوب العاصمة عمان والاحتجاج أمام الديوان الملكي للمطالبة بحقوقهم.. آن الآوان لكي تدرك الحكومة أن الجوع أنهك الناس !!! وأن قدرتهم على الاحتمال والانتظار نفدت.
ففي كل مرة يحتجون ويصرخون تمتص الحكومة انفعالاتهم وقراراتهم لتذهب أدراج الريح !! لذلك سأم الشباب من الإهانات والتنازلات وخارت قوتهم.. وأرادوا قتل فقرهم وبؤسهم بتلك الطريقة الحضارية العفوية التي تدل على مستوى وعيهم.
وآن الآوان أن يدرك أرباب الشأن أن صبر أولئك الشباب – المكدسين بالآلاف في المقاهي وعلى جنبات الطرق – وصمتهم جاء بعد أن ملأت الحكومة أذانهم بالوعود من أجل عيش حياة صافية مشرقة.. بشرا بين بشر وبمنأى عن المذلة والإهانة.. ولكن.. وعلى ما يبدو أن السلطة بعيدة كل البعد وتجهل ظروفهم المعيشية التي عبروا عنها بهذا التطور النوعي في النضال الاجتماعي.
على العموم ما زال الأردنيون يتوافدون إلى الرابع من أجل استرداد حقوقهم.. بعد سنوات من الصبر دون أن يلمسوا بادرة أمل تغرس في أعماقهم الشعور بالطمأنينة.. بعد أن ضاقوا ذرعا إزاء سنوات عجاف خلت وظلت محفورة في الذاكرة على أمل أن يأتي اليوم المنتظر والرزاز لا يأبه ولا يلقي لهم بالا.. فقط يتحدث عبر وسائل الإعلام.. مع أنهم توسموا فيه خيرا ذات يوم.
نحن نأمل أن يلقي القبض على الفاسدين ويقوض القوانين الجائرة.. ولكن في الوقت نفسه نريد أن نلمس بوادر تلك اللحظة التي نرى فيها أنفسنا في غاية الغبطة والسرور.. وهذه المشاعر لا تأتي إلا إذا ذهب إلى هناك.. صوب الكادحين والفقراء والمساكين في القرى والمدن الأردنية.. وإلى المناضلين في الدوار الرابع وجلس مع أولئك الناس وطمئنهم وسمع منهم.
دكتورنا العزيز : كن بسيطا ونبيلا حتى تكون محبوبا ومرغوبا.. وحاول أن تحاورهم وتطلعهم على ما يدور في خلدك وما تنوي القيام به؛ لأن الناس (شبها) البرد على الدوار الرابع وأنهكها الجوع.. أقل ما فيها تغرس هدأة البال والطمأنينة في نفوسهم.. وحاول أن تسترجع ثقة المواطن الأردني.. مع إنني على ثقة مطلقة أن ثلاثة أرباع الشعب فقد الثقة بك وبكل من هو قادم ولكن أعمل ما يمليه عليك ضميرك والباقي على رب العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى