حجر في بير / د . محمد شواقفة

” حجر في بير ”

رغم النصائح العديدة و المتكررة من ذوي الخبرة و الاختصاص بالنأي بالنفس عن أي موضوع سياسي أو اقتصادي أو ديني أو فني أو رياضي لتجنب مشاكل ما أنزل الله بها من سلطان …. أجدني مجبرا على كتابة دبوسي هذا لا سخطا و حنقا أو غضبا و أحباطا و يأسا – لا سمح الله- بل لأن هناك عقل غالبا تقوده العاطفة يعمل في بعض عندما تموت الاحاسيس و يغيب الضمير….
نختلف كثيرا حول معظم الامور لطبيعتنا الجدلية و التي لا تكل ولا تمل من المحاورة و المناورة …. لكن أكثر ما يستفزني مؤخرا هو بعض الاراء التي احاول تجنبها أو اتظاهر بأنني لا أراها أو أسمعها …. و هي عن مخاطر فتح الحدود للهاربين من جحيم بشار و زبانيته و من ويلات الحرب و الدمار التي صبت جام غضبها على ما تبقى من المساكين في جنوب البلاد التي عانت و تعاني و ستعاني و ثمن ذلك مزيدا من دماء الضحايا ….
أليس حريا بنا أن نطالب : أوقفوا القصف و إراقة الدماء …. إمنعوا المجرمين من مواصلة اجرامهم …. اين التنديد الدولي الغائب ؟! …اين الشعب الذي تبلدت أحاسيسه و ماتت في عروقه النخوة …؟!
أليس من الواجب أن تنتفض الشعوب نصرة لأخوتهم في اللغة و الدين و المصير … ؟! ليس بأن تقبلهم لاجئين و نازحين و مشاريع غرقى او طالبي لجوء في كل اصقاع الارض …
ألم يحن الاوان لكبح جماح هذا المأفون و كف يده … ألا يكفيه تقتيل الملايين و تهجير اضعاف عددهم …؟! ألم يكتف هذا المعتوه بوتين بانهار الدماء التي سالت في اعتداء على الانسانية بكل صفاقة و وقاحة ؟! ألم يشف غليل كلاب ايران و مرتزقة حزب الشيطان كمية الدم المراق في نواحي الغوطة و جاورها …؟!
ألم يقتنع شبيحة بشار بأنه كاذب أشر و بأنهم أغبياء ساذجون ….
لتذهب قوات التحالف بقيادة امريكا لتغسل عار فشلها بغير دم ابرياء درعا
…. ظهرت داعش بعبعا مرعبا … لم نشهد منهم قتيلا و لم نر يوما منهم أسيرا …. و تبخروا في ليلة دون ضحاها ….. و الآن تجود علينا قريحة الادعياء الذين لم يعد لهم أي خصم معلوم … بأسماء فصائل و تنظيمات لا أحد يعلمها و يبررون أن هناك حربا ضد الارهاب …و لا نرى سوى قصف من طرف واحد و جميع الضحايا من المدنيين ….
أوقفوا القصف و ليتم محاسبة مجرمي الحرب و من يساعدهم و يعينهم و يسهل لهم تواجدهم ….
ما يجري في سوريا … كمجنون رمى في البئر حجرا …. لو اجتمع كل عقلاء الارض ما اخرجوه!!
مللنا الكذب و القصص الوهمية …. أوقفوا القصف و لن يطرق أحد بابك…. يا حيف !
” دبوس على الاكاذيب”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى