كيف نقرأ زيارة الجبير لبغداد؟ / بسام روبين

كيف نقرأ زيارة الجبير لبغداد؟

لا شك ان المحور الايراني العراقي السوري بدا متماسكا قويا وبات يشكل خطرا بالنسبه للسياسه الامريكيه الجديده مما دفعها مؤخرا للاعلان عن ذلك وترجمته بسلسلة من القرارات والرسائل التحذيرية لايران وفي تقديري ان زيارة الجبير لبغداد تأتي في هذا السياق ظنآ من التحالف الامريكي العربي بأن هذه الزيارة قد تساعد في تغيير قواعد الاشتباك واعادة بناء التوازنات وترتيب المحاور في المنطقه من جديد بما يخدم الوجود الامريكي ويضعف الحضور الروسي والتمدد الايراني في المنطقه وقد يكون هذا التصور مصاب بضعف نظر لان حيثيات العلاقه الايرانيه العراقيه السوريه امتن بكثير من أن تهزها زيارة الجبير او غيرها
بالمقابل من مصلحة العراق استثمار هذه الحالة والاستفادة منها لتمتين استقراره مع اقتراب فرض السيطره الكامله على جميع اراضيه وهذا ربما يخدم ايران بطريقة غير مباشرة ويمنحها قوة اضافية مستقبلا فالعراق الذي عانى من قسوة الظروف استطاع وبدعم ايراني مباشر من اعادة بناء جيش قوي واسترداد اراضيه والمحافظه على وحدتها وها هو يتحرك الان نحو مساعدة سوريا
ومع تلك الانجازات الا ان العراق ما زال بحاجه ماسه في هذا الوقت تحديدا للملمة وتاهيل الصف الداخلي ليتمكن من اعادة بناء قوته الذاتيه وسيكون لزيارة الجبير فوائد ملموسة في هذا الاتجاه وربما تصنف هذه الزياره ومدى فاعليتها لسياسة التحالف الامريكي بغير المجدية بل تعتبر اشبه بالعليق وقت الغاره بعكس ما قامت به الدبلوماسيه المصريه في هذا الخصوص حيث سجلت نجاحا كبيرا عندما بدات مبكرا بانشاء علاقه غزليه مع المحور الايراني العراقي السوري ما اغضب الدبلوماسيه السعوديه انذاك
مما يعني أن السياسه عبارة عن بحر ويحتاج لمن يتقن التجديف لكي يعبر المسافات ويواجه الرياح أما تلك السياسات الموجهه بالريموت والتي ما زالت تعيش داخل المختبرات فهي بالتأكيد لن تكون قادرة على خدمة شعوبها بقدر ما تقدم خدمات لمن يمتلك المقود وهي عادة ما تفشل وفشلها يكون باهض الثمن ومكلفا على الشعوب والدول المحيطة والاجدر بها ان تتحرر من التبعيه اولا وتنخرط مع امتها وتستقدم دبلوماسيين قادرين على العمل بكفاءة خارج تلك الهيمنة ومختبراتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى