جوهر الكون ومركزه الارض (1 ) / أمجد شطناوي

ما إن تتلوا القرآن الكريم حتى يدهشك عدد تكرار لفظ السماء أو لفظ السموات والارض وبصيغ عديدة ومختلفة وبالتأكيد ما جاءت عبثا او اعتباطا بل انها بالحتم ذات دلالات ومعاني تقصر او تحيط عقولنا بها علما ، وكيف لا وهو الكتاب العزيز الذي لا تنقضي عجائبه فلا عجب وهو كلام الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى صاحب الإحاطة المطلقة جل شأنه ، وهذا يعني ان كل حرف وكل كلمة وكل سياق وكل تقديم او تأخير له دلالة ذات معنى إعجازي وان الزمن كفيل بالكشف عن مغزاها وسبر اغوارها وربما ظلت غيبا الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا . والسؤال الذي يحضر على الأذهان بقوة لماذا الأرض بالذات؟ هل ذكرت كنقطة إسناد؟ لتحديد المكان أم هنالك شىء آخر أعمق من نقطة اسناد . لسبر ما ارمي إليه سنأخذ بعض الآيات كامثلة لا على سبيل الحصر ونرى ما تحمل من معاني ودلالات علنا نصل الى المنشود والمأمول نبدأ بالآية التالية حيث قال الله تعالى:- (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِه) هذه الآية تحتم علينا طرح السؤال التالي :- كيف لكبير جدا أن يقع على صغير جدا ؟ لكي تتضح الصورة أكثر حجم الأرض إلى السماء كسقف بيتك إلى ذرة لا ترى بالعين المجردة علما بأن السماء شكل كروي والارض جسيم داخل السماء الكروية. أليست هذه الاية مدعاة للتفكر والتدبر؟ هذه الآية كلام الله محكمة أحكاما تاما من لدن حكيم عليم من لدن من له الأسماء الحسنى . إذا الأمر كذلك والإيمان يقتضي ذلك دعونا نأخذ جولة فكرية علنا نسبر معاني هذه الآية وكل آية ذكرت السماوات والأرض. الله سبحانه وتعالى لم يقل أن يمسك السماء تقع على أي كوكب ولنقل زحل على سبيل المثال لماذا الارض بالذات ؟ هل لأننا في الأرض وليس في مكان اخر؟ الجواب لا لان هنالك آية تقول :- هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) . هذه الاية وآيات اخرى ستجدونها في القران الكريم تقطع الشك باليقين لتقول لنا:- إن الكواكب كلها والشموس بل وكل جسم عدا الارض لا سماء لها بل هي جزء من بناء السماء كزينة أو كمكون له أو من أجل هدف وظيفي آخر . السماء وجدت من أجل الارض التي يعيش عليها الانسان وهذا جلي وواضح في الآية الكريمة التالية ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً). الأرض والسماء سخرت للإنسان وسنوضح في مقال آخر هذا المعنى اي التسخير. قد يقول قائل أيعقل أن كبيرا جدا خلقه الله تعالى من أجل صغير جدا وهنا نقصد السماء والأرض نقول له الآتي : مصطلح صغير وكبير قد يشوش ويبعدنا عن الفهم والوقوع باسقاط فكري خاطىء فرضه الزمنمكان في هذه الحالة ما العمل؟ الحكمة والعقل تحتم علينا الخروج من مصطلح كبير وصغير فهاذان مصطلحان نسبيان فرضهما فضاء الزمنمكان. لهذا يجب خلع مصطلح صغير وكبير من أذهاننا مؤقتا للتتضح الصورة اكثر . السموات والارض كما أسلفنا تكررت كثيرا وأحيانا القرآن الكريم يذكر السموات والارض وما بينهما وأحيانا السموات والارض وما بينهما وما تحت الثرى ، وفي موقع آخر ذكر سبع سموات ومثلهن من الارض. الأرض خلقت في يومين والسموات والأرض في ستة أيام علما أن حجم الأرض إلى السموات يقترب إلى الصفر ، نقول العبرة ليست في الحجم فلربما صغير أعظم من كبير بما لا يعد ولا يحصى ، ومرة أخرى ذكر القرآن الكريم أن الله خلق الارض وما فيها في يومين ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع طباقا. في الختام لابد من أسطر ما أرى حسب فهمي:؛ الأرض ليست نقطة إسناد بل هي مركز هذا الكون وميزانه الذي إذا اختل لتغير الكون ولربما اختفى وأرى ان سقوط السماء على الارض يعني انهيار المادة والعودة إلى البدء إلى الرتق مرة أخرى قبل الفتق وموعدنا ان شاء الله في جوهر الكون ومركزه الارض (2 ) ان شاء الله وإلى ذلك الحين استودعكم الله الذي لآ تضيع ودائعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى