إلى متى .. ؟؟ / أشرف الجمّال

إلى متى .. ؟؟

رغم ما يمر به النظام الإقتصادي في الأردن من ضربات موجعه ورغم ازدياد عجز الموازنة والديون وتضاعف الفوائد على القروض إلا أن الحكومة ما زالت مصرّة على إبقاء مظاهر الترف !
ما زالت السيارات الحكومية الفارهة الغالية الثمن تجوب الشوارع ! موكب ( طويل عريض ) للدولة والمعالي و ( بهرجة ما إلها داعي ) !! ما زالت البدلات والمياومات تصرف هنا وهناك لمن يستحق ولمن لا يستحق ، لمن هي بحاجة إليه في تمثيلها في الخارج ولمن ليست بحاجة لوجوده سوا أنه ( قرابته أو بخصّه ) للممثل الحقيقي في الخارج !! فنادق خمس نجوم وأيام قبل وأيام بعد الإجتماع الذي مدته بضع ساعات !!

الكثير والكثير من مظاهر الترف الغير مبرر والغير منطقي والغير مهم تمارسه مؤسسات الدولة يومياً وبتكاليف عالية دون أي استفادة حقيقية منه ..

هل قدرنا أن نسكت ونتعايش مع هذا الظلم ؟ هل من المنطق أن يرى المواطن هدر المال العام والذي أصله من جيبه يهدر أمامه دون أن يحصل على أدنى درجات الخدمة مقابل هذا المال ويبقى صامتاً ؟ وإذا صمت ، فهل سيطول صمته ؟ وماذا بعد هذا الصمت والكبت ؟

مقالات ذات صلة

إلى متى سيتحمل المواطن التعايش مع المديونية المجنونة التي تزيد وتزيد ولا كابح لجماحها ؟ إلى متى سيبقى المواطن يدفع الثمن ؟ لماذا هذا الفشل المتكرر والمتعاقب من الحكومات في وضع حد على أقل تقدير ؟ إلى متى سيستمر المواطن في الضغط على بطنه والتخلي عن الكثير من أساسيات حياته بينما الحكومة ماضية في زيادة نفقاتها الغير ضرورية أبداً ؟

إلى متى سيستمر مسلسل رفع الأسعار والضرائب وإضافة واختراع أسماء جديدة لها ؟ وإلى متى ستستمر الحكومة في نهجها من رفع للأسعار وتوسع في دوائرها ومؤسساتها ؟ إلى أي حد سيتحمل المواطن هذا التغوّل عليه ؟؟

لماذا التهديد المستمر برفع الدعم عن قارورة الغاز وتنكة الكاز ورغيف الخبز …؟؟؟ وإلى متى سيبقى الغير أردني يقف على طابور الخبز والكاز ويشتري بنفس سعر المواطن ؟

كيف سيعيش المواطن وقد ارتفع سعر كل شيء ، كل شيء في حياته اختلف .. أصبح ايجار منزل صغير يأويه هو وأولاده يصل إلى نصف دخله !! والباقي لا يكفي إلا لسد الجوع فقط .. فإذا حصل معه أي طارئ لا يعرف كيف يتصرف !!

جيوب المواطنين مخرومه و بطونهم ضامرة ولجوء حكومتنا إلى التشدد الضريبي ورفع الأسعار والميل على الدخول المتآكلة المتهالكة التي وصلت إلى مرحلة لا تستطيع الوفاء ، وصلت إلى مرحلة الخطر ..

لقد يأس المواطن من كثرة الوعود الكاذبة وفقد صبره ، وإذا لم تتصرف الحكومة في إيجاد حلول هي وفريقها الإقتصادي بتطبيق التقشف الحقيقي ورفد الموازنة بفروقات المصاريف ( اللي ما إلها داعي ) والتي تقدر بمئات الملايين فإن ردة فعل الجائع ستكون ازديادا في الجرائم ( فالجوع كافر ) ..

الحكومة تستعد لإطلاق حزمة أخرى من القرارات بعد أن هددت برفع سعر الماء والكهرباء قولاً .. وترجمته وزاراتها عملاً دون النظر إلى النتائج وحتى الظروف والإمكانات ، وكأنها حققت انتصاراً جديداً على المواطن !! كل هذا من أجل تغطية العجز بموازنتها المنهوبة ، فهي جرة مخرومة تظهر مايخرج منها ولا تبرز ما يدخل فيها .. وبعد أن عجزت من القدرة على ضبط الإنفاق الغير مبرر في وزاراتها ومؤسساتها ودوائرها وظلت قراراتها بالأدراج ( بلّتها وشربت ميتها ) ، فكلما جاءت حكومة طمست قرارات ماقبلها أو ترجمت ما حل إليها من هموم ومشاكل واليوم تعود الحكومة للمواطن مراهنه على صبره وانتمائه وحبه وتقديسه لوطنه !!

على ماذا تراهنون ؟ فقد طفح الكيل ..

المواطن الأردني الآن يمر بمرحلة رعب وخوف شديدين من المستقبل ، فلم يعد هناك كرامة بعد أن وجهت حكوماتنا المتعاقبة عقولنا لبطوننا وجرة غازنا ، بعد أن وضعت فزاعة تخيفنا على مستقبلنا من أجل أن تمرر ماتريد لأجل ماتريد …

إلى متى ؟ إلى متى ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى