أقلام هزازة / رائد عبدالرحمن حجازي

أقلام هزازة
منذ بداية تكوين الجنين في رحم والدته تجده يسبح في السائل الأمنيوسي , وكون المكان محصور وذو حجم صغير تكاد أن تكون حركة الجنين حركة اهتزازية يستمتع بها والدليل على ذلك أن الطفل حديث الولادة لا ينام إلا على حركة اهتزازية شبيهة بتلك التي كان يعيشها في بطن اُمه . كما أن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة والمرحلة ألتي تليها يبقى على علاقة قوية وحب للحركة الإهتزازية ودليل ذلك أيضاً حبه لركوب الأُرجوحة أو ما شابهها كما هو الحال في الملاهي . وحتى الكبار وهم يسمعوا لصوت فيه شجن تجدهم يهزوا برؤوسهم دلالة على تفاعلهم واندماجهم مع هذا الصوت .
فالحركة الإهتزازية حركة فيزيائية تلازم الإنسان منذ بداية نشأته في رحم أُمه وطيلة فترة حياته , لا بل بعد الممات أيضاً حيث يهتز وهو ميتاً داخل نعشه على يد مُشيعيه . وللحيوانات نصيب من ذلك فمنها من يهز ذيله أو رأسه أو حتى أُذنيه كدليل على السعادة . حتى النباتات لها نصيب من الإهتزاز , فسيقان الأشجار وفروعها وأوراقها تهتز مع نسائم الهواء .
لفتت نظري حركة فيزيائية ميكانيكية إعلامية موجودة منذ القدم ولكنها راجت مؤخراً وبشكل ملفت للنظر وهي ظاهرة الأقلام الهزازة .
للأسف البعض يُسهب ويُغالي في مدح الباطل وذم الحق , وتحسين كل ما هو قبيح , وتحليل الحرام وتحريم الحلال , وكل ذلك في سبيل منفعة شخصية . فيتزلف لأحدهم طمعاً بمنصب أو جاه رامياً خلف ظهره آهات المساكين ومحطماً لمشاعر الضعفاء ممن لا حول ولا قوة لهم .
أقول لأصحاب هذه الأقلام : سيأتي الوقت الذي يتخلى عنكم من هززتم له قلمكم , وإن لم يتخلى هو عنكم فالزمان كفيل بذلك , أوليس لكل بداية نهاية ؟ وكل من خُلق سيموت . إذاً سيترككم أو ستتركوه وتبقى حروفكم المُهتزة حُجة عليكم إلى يوم الدين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى