أوباما أبلغ تل أبيب .. نجد صعوبة في الدفاع عنكم

سواليف

كشفت مصادر سياسيّة مُتطابقة، أمريكيّة وإسرائيليّة، اليوم الجمعة، كشفت النقاب عن أنّه خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الدولة العبريّة في العاصمة واشنطن مع الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما ، أكّد الأخير لنظيره الإسرائيليّ أنّه من الصعب الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدوليّة، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ استخدام حقّ النقض (الفيتو) من قبل واشنطن لم يعُد أمرًا مفروغًا منه.
وللتدليل على عمق المفاجأة التي تلقّاه الرئيس الإسرائيليّ، رؤوفين ريفلين، أكّدت المصادر عينها على أنّه قام فورًا بُعيد انتهاء الاجتماع بالاتصال هاتفيًا برئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو واطلاعه على تفاصيل اللقاء مع الرئيس الأمريكيّ. وبحسب مراسل صحيفة (هآرتس) في واشنطن، باراك رافيد، فإنّ الرئيس أوباما رسم صورةً متشائمةً جدًا حول وضع إسرائيل في الحلبة الدوليّة، ولفتت المصادر إلى أنّ أوباما لم يقُم بتهديد نتنياهو، ولم ينتقده، بل قام بتفسير الواقع بشكلً علميّ وعمليّ من وجهة نظره، على حدّ تعبيرهم. يُشار في هذا السياق إلى أنّ أركان تل أبيب باتوا يعتبرون عزلة إسرائيل الدوليّة بمثابة تهديدٍ إستراتيجيّ على أمن إسرائيل القوميّ.
وبحسب التقرير في الصحيفة العبريّة فقد قال الرئيس الأمريكيّ خلال اللقاء الذي جرى مع ريفلين يوم أوّل من أمس الأربعاء، إنّ المحاولات لعزل إسرائيل من ناحية سياسيّة، والمُبادرات ضدّها في المحافل الدوليّة، ليستا بالأمر الجديد، إنمّا هي ظاهرة حاول أنْ يُساعد إسرائيل في وأدها منذ أنْ دخل إلى البيت الأبيض في العام 2009، وشدّدّ أوباما على أنّه في السنوات الثلاث الأخيرة كان وزير الخارجيّة الأمريكيّ، جون كيري، الذي قام بصدّ المبادرات ضدّ إسرائيل في الأمم المتحدة وفي المحافل الدوليّة الأخرى.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ الوزير كيري كان يتوجّه إلى نظرائه في العالم، وبشكلً حاصٍّ في القارّة العجوز، ويشرح لهم أنّه يعمل على إحياء العملية السياسيّة بين إسرائيل والفلسطينيين، أوْ أنّه كان يقوم بطرح مبادرةٍ سياسيّة جديدةٍ ويطلب منهم ألّا يُفشلوا مساعيه. وشدّدّت المصادر ذاتها على أنّه بعد زيارة كيري الأخيرة لكلٍّ من تل أبيب ورام الله، فإنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة تجد صعوبةً بالغةً في تسويق هذه المُبررات، على حدّ قولها. وأوضح أوباما أيضًا للرئيس الإسرائيليّ أنّه في الوضع الحاليّ لم تعُد أمريكا تملك أدوات لمكافحة المحاولات الهادفة لعزل إسرائيل في العالم، لافتًا إلى أنّ الوزير كيري عاد من زيارته الأخيرة بدون أجوبة، مُشيرًا إلى أنّ كيري أكّد له أنّه لا يعرف فيما إذا كانت واشنطن قادرة بعد الآن على صدّ محاولات عزل الدولة العبريّة، متسائلاً: ماذا نقول لهم؟.
ولفت الصحافيّ الإسرائيليّ إلى أنّه ليس صدفةً أنّ ريفلين شكر أوباما في أحاديثه الإعلاميّة على المُساعدة الدبلوماسيّة والدعم السياسيّ الذي تُقدّمه أمريكا لإسرائيل. وأوضحت الصحيفة العبريّة أنّ أكثر ما يُقلق ريفلين منذ انتخابه في منصبه الحاليّ هو وضع إسرائيل في العالم، موضحًا أنّ المُستشارة الألمانيّة، التي اجتمعت مع ريفلين قبل فترةٍ وجيزةٍ بأربع أعين، قالت له أمورًا مشابهةً لتلك التي سمعها من أوباما، وشدّدّت على أنّ الجمود السياسيّ يُصعّب على أصدقاء تل أبيب الدفاع عنها في مؤسسات الأمم المتحدة وفي المحافل الدوليّة الأخرى. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيليّ رفيع المُستوى قوله إنّ ريفلين يعتقد أنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، هو الذي يرفض أيّ اقتراح يقوم بتقديمه الوزير كيري، ويُفضّل عوضًا عن ذلك، العمل ضدّ إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، مُشيرًا إلى أنّ الرئيس الإسرائيليّ قال هذا الأمر خلال اجتماعه مع أوباما، وأضاف أنّ إسرائيل بحاجةٍ اليوم لأمريكا أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
مع ذلك، أضافت المصادر، لم يخرج الرئيس الإسرائيليّ من الاجتماع مع أوباما هادئًا، بلْ مُنزعجًا جدًا، ذلك لأنّه شعر أنّ من أقوال أوباما يُستشّف بأنّ الفيتو الأمريكيّ لم يعُد أمرًا مفروغًا منه. ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ الفيتو الوحيد الذي استخدمه أوباما كان في العام 2011 حول القرار بشأن البناء في المُستوطنات الإسرائيليّة بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، وشدّدّت المصادر على أنّ استخدام الفيتو من قبل واشنطن لتخليص إسرائيل لم يعُد مؤكّدًا، على حدّ قولها.
وقالت المصادر أيضًا إنّ ريفلين سارع للاتصال هاتفيًا بنتنياهو لاطلاعه على فحوى اللقاء نظرًا للأقوال التي سمعها من أوباما، وأيضًا لكي يسمع رئيس الوزراء الإسرائيليّ عن حيثيات الاجتماع من مصدر أوّليّ لمنع احتكاكات بينه وبين نتنياهو، ومنع التفسيرات والتأويلات عن الاجتماع من مصادر أخرى. يُشار إلى أنّ نتنياهو وريفلين اجتمعا قبل سفر الرئيس الإسرائيليّ إلى واشنطن لتنسيق المواقف بينهما، علمًا بأنّ العلاقات بينهما ليست جيّدة، إذْ أنّ نتنياهو عمل كلّ ما في وسعه من أجل إفشال انتخاب ريفلين رئيسًا للدولة العبريّة.

راي اليوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى