طوشة الشيوخ / علي الشريف

طوشة الشيوخ
علي الشريف
بالامس شاركت بجانزة احدى قريباتي التي وفاها الاجل المحتوم وفي المقبرة وحين اتمام مراسم الدفن وقف احد الشيوخ ليلقي الدرس كالمعتاد..والتلقين وبدا حديثه بعد البسلمة والصلاة على النبي بتقديم واجب العزاء لاهل المتوفاه.
ثم قال في خطبته ان واجبنا الان وحتى لا ندخل في البدع ان نجلس عند القبر وندعوا للمتوفاه بالرحمة والثبات وفعلا التزم الجميع بما قال.
الى هنا لا غبار على الامر ولكن فجاه وقف شيخ اخر لينكر ما قاله الشيخ الاول ويبدا بخطبة عصماء حول التلقين وسط ذهول الجميع وانكار ما قاله الشيخ عن البدع.. مما دفع الاول لاعادة تقديم العزاء والمغادرة ومن ثم قلت انا الى العزاء يا اخوان فقد تهاوش الشيوخ.
وسط الزحام كان شيخ يقف بعباتته البيضاء وعصاه ونظاراته السوداء .. لكنه بقي صامتا وحين كنت انظر اليه كنت ادعوا الله ان لا يكون طرفا ثالث ….في تنوع الاجتهاد وتصدير الفتاوي مع ادراكي بانه يرفض الامرين.
اختلفوا في الموت وعند الموت وهيبته ولا اعرف كيف يكون مثل هذا المكان مكانا للاختلاف واذا ما علمنا ان الدين تشريع الهي فانه بلاشك يحتاج لاجتهاد في التفسير… واما التفسير فانه يجب ان يكون مبنيا على ادراك تام بالتشاريع ناتج عن دراسة متانية .
لا يعنيني الخلاف ومحاولات الرد المتبادل والجميع في هيبة الموت انما ما يعني في الحديث الذي اقوله ان التشبيح الديني لم يعد يجدي وان الاجتهاد هو اجتهاد صحيح ما لم يثبت عكس ذلك.
والذي اريد ان اقوله ان امتنا الاسلامية ضاعت نتيجة تعدد الفتاوي والتي تصدر في العادة من بعض الذين يطلقون اللحى ويلبسون الدشاديش وهو لم يدرسوا اصول الفقه ولم يتعلموه .
اصبحت الفتاوي والكلام في امور الدين مرتعا لكل من يجتهد فيها واصبحنا ناخذ منها ما نريد فقط وما يناسبنا فان عارضت توجهاتنا خالفناها وهي تماما مثل من اخذ من القران اول الاية ؟ولا تقربوا الصلاة” واغفل التتمة وهي “وانتم سكارى”.
في قصتنا ربما انتقد الشيخ الثاني الذي دخل على الخط واعتبر ان الشيخ يقول ان ما يحدث من تلقين هو بدعة بينما الشيخ الاول لم يقل هذا انما قال حتى لاندخل في شبهات البدعة ..فضاع الناس بين الاول والثاني ونسيوا القبر ومن فيه والحزن وبداوا يتباحثون باي الشيخين كان صاحب راي سديد.
كلاهما لم يستند في كلامه الى اية قرانية او حديث نبوي يفسر ما هو الموقف الحقيقي فكيف كانا يفتيان وكلامها لم يستند الى مراجع فقهية فالواقع من طريقة الكلام لم يبنى على شيء من ذلك.فكيف بنيا موقفهما ..
السؤال الان والذي اريد ان اجد له اجابه .. ما هي حقيقة التلقين فوق القبر هل تندرج في موضع شبهة البدعة ام هي حقيقة واقعه لان الذي اعرفه ان الشخص حين يموت تنقطع صلته في الحياة الدنيا لتبدا في الحياة الاخرة واين نحن من هذا الامر هل هو واجب ام من السنة .ام ورد به نص قراني حتى لا نبقى نضيع بين كلام الشيوخ وفتاويهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى