عند عمك سام طَحَنّا / طارق النجادات

عند عمك سام طَحَنّا
في قرية العولمة التي تقع على جزيرة في وسط المحيط الهادر، القرية النائية المعزولة التي يقطنها اناس من مختلف الاعراق والاجناس، تعتمد معيشتهم جميعاً على طواحين تبقيهم على قيد الحياة.
العم سام ” العجوز” الذي يمتلك أكبر طاحونة في هذه القرية لم يكن ينافسه طوال سنوات إلا طاحونة الخواجة كاسبراسوفتش الذي اضطر منذ سنوات على التخلي عنها بعد تراكم الديون عليه، وليبقى كاسبراسوفتش على قيد الحياة اضطر ايضا ان يبيع الكثير من أصدقائه ليقلل من تراكم الديون والفوائد، لتبقى بعدها طاحونة العم سام الاكبر والاضخم في هذه القرية اللعينة.
طاحونة العم سام العجوز لم تكن كأي طاحونة، فهي لم تكن تطحن قمحاً فقط، بل تطحن ماءاً وهواءاً، الصبيان فقط من كانوا يظنون أن هذه الطاحونة تخرج لهم طحيناً فقط، بل إرهاباً حرباً ودماراً، أراد بعض الصبيان التمرد واعلنوا العصيان، فقام العم سام بمنتهى الإنسانية والديمقراطية بقطع الإمدادات عنهم، تعلم بعض الصبيان الاخرون الطاعة، فاستعملهم العم سام لبعض الوقت ثم إستبدلهم بصبيان أخرون، البعض الاخر من الصبيان كان متقلب إلى درجة ان يقف في يوم بخشوع على أطلال طاحونة كاسبراسوفتش وفي اليوم التالي يمجد طاحونة العم سام.
إن كنت من هذه القرية وسألوك عن رأيك، فأختصر لهم الحديث بالقول: ” عند عمك سام طحنّا” طاح حظنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى