تَكَلَّم كيْ أراكَ

تَكَلَّم كيْ أراكَ
سالم فلاح المحادين

قال تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) سورة الإسراء آية رقم ٣٦ ..

عبرَ مواقعِ التواصُلِ الاجتماعيِّ المُتَعَدِدة ومن خلالِِ التعليقاتِ التي يكتُبُها البعضُ على المنشوراتِ والأخبارِ المُختلفةِ التي تقومُ المنابرُ والصفحاتُ الإعلاميةُ بعرضِها يَتَضِحُ لنا مدى هشاشةِ الفكرِ وخطورةِ الطُروحاتِ التي يُدَوِنُها المُعلِقون!

المشهدُ يتمثلُ بالدَّناءةِ في التَّعبيرِ وكيلِ الشَّتائمِ وعدمِ احترامِ الآخرينَ وآرائِهم، فلا نجِدُ المدافعَ عن أمرٍ ما يُجيدُ التَّعبيرَ ولا المُعترضَ عليهِ يُتقنُ الوَصفَ، ثُمَّ ويتضحُ لنا أيضًا مدى خُطورةِ وسلبيةِ الأفكارِ التي يَحمِلُها المُغردونَ، والمؤشرةُ لعنفٍ أو إرهابٍ على الطريقِ قد يتحولُ لا قدَّرَ اللهُ إلى مشروعِ جريمةٍ مستقبليةٍ!

مقالات ذات صلة

مَجموعةٌ من التساؤلاتِ تجولُ مُخيِّلتي كُلما رأيتُ هذهِ التعليقاتِ الغريبةِ: أَما زالَ الأهالي حريصينَ على التَّربيةِ السَّويةِ والتَّنشئةِ السَّليمةِ لأبنائِهم أم أنَّ مؤثراتٍ خارجيةً كالتكنولوجيا والشَّارع والأصدقاء هي مَن تتولى الآن شُؤونَ التربيةِ والتعليم؟ هل لغيابِ الوازعِ الدينيِّ لدى عدةِ أجيال دورٌ في كُلِّ هذا السوء ؟ وهل الأنظمةُ والقوانينُ الساريةُ حاليًا تكفي لردعِ النفوسِ الأمّارةِ بالسوءِ؟ كيف ومتى وهل من المُمكن إعادة الأمور إلى نصابها لدى فئةٍ ليست قليلةً من قوى الشرِّ المُنتشرةِ هُنا وهُناك والتي باتت بذيئةً قولًا وفعلًا في تمهيدٍ على ما يبدو لانحلالٍ أكبر ؟

لذا أنصحُ نفسي وغيري بالبدءِ في التغييرِ من الذاتِ ومن الدواخلِ عبر عدمِ التَحدُث فيما ليسَ لنا بهِ شأن أو من خلالِ القولِ الخَيِّرِ أو الْتزامِ الصمتِ ثُمَّ الانتقال فيما بعدُ للآخرينَ بالكلمةِ الحَسَنةِ، فالمنظومةُ عبارةٌ عن مجموعةٍ من الأفرادِ إن صلُح كُلٌ منا على المُستوى الشخصيِّ سنكون أقرب لمستوى مرتفع وراقٍ من الأخلاقِ الحميدةِ التي وَجَبَ أن تكون سيدةَ الموقف على امتدادِ العُمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى