توجيهي ٢٠٢٠ والحصاد المر

توجيهي ٢٠٢٠ والحصاد المر
ماجدة بني هاني

مضى العام بتقلباته وقسوته،عاش طلبة التوجيهي لهذا العام تجربة هي الأسوأ على مر الثانوية العامة.. حرم خلالها الطلبة من الحصول على الأمن التربوي، إغلاق المدارس، إغلاق مراكز التعليم الخاص، شلل في القطاع العام تمثل في الحظر….
وصلنا إلى مرحلة الحصاد، وقف الطلبة يحصدون حصادا مرا شائكا لم يكن في الحسبان ،ونحن نعيش مشهدا صعبا أترقب المشهد كوني في الميدان منذ أعوام وكوني والدة تلميذة توجيهي هذا العام ، أستذكر مقولة الأجداد:، من زرع حصد…
ولكن شتان بين المقولة والواقع، في حين زرع الطلاب قلقا وخوفا وسهرا طويلا…. ووردا للمستقبل،حصدوا الشوك والمرار…..
لم تف وزارة التربية والتعليم بوعودها للطلاب، من اليوم الأول للامتحانات وقف الطالب مشدوها ، أمام تخبط وسوء تخطيط وسوإء تنفيذ، تجرع الطلاب غصته من اول لحظة

أول خيبة في امتحان الثانوية هذا العام، هو نمط أسئلة الاختيار من متعدد، والذي ضرب بطرق تدريس الطلبة لمدة سنوات عرض الحائط..
في دراستنا لأساليب القياس والتقييم لتحصيل الطلبة عبر سنوات من الخدمة التعليمية كان هذا الأسلوب ممنوعا بالجملة، لأنه يجب اختبار الطلبة في المحفوظ والمفهوم وطرق الحل وقدرات التحليل، والتركيب. ومهارات الكتابة والتعبير، تم تجاهل كل ذلك بحجة التصحيح على الماسح الضوئي تحججا بالكورونا وما كان لهذه الحجة في سياسة الامتحان لا ناقة ولا جمل، صممت الأسئلة هكذا من أجل مآرب أخرى..على الأغلب إفشال المعلم وإغلاق مراكز التصحيح التي تتطلب المال.
الخيبة الثانية كانت في التخبط والخطأ، والذي تسبب في إرباك الطلبة من أول يوم في تشتيت تركيزهم وتشتيت انتباهم وإضاعة جزءا كبيرا من وقتهم، ثم تم إضافة وقت زائد لم ينتفع به الطلبة اول يوم بالشكل الكافي وصار هذا الوقت بعد ئذ عبئا على كل من الطالب والمراقب لأنه بلا فائدة.

الخيبة الثالثة، تمثلت في تقليل عدد الأسئلة ورفع علامة السؤال في أكثر من مبحث هام ، اللغة الإنجليزية ومادة الأحياء على سبيل المثال، مما بدد أحلام طلبه كثر في الحصول على علامات مرضية بسبب خسارة العلامات، بالإضافة إلى صعوبة في بعض الامتحانات حيث تجاوزت نسبة أسئلة المهارات العليا النسبة المسموح فيها ضمن أساليب القياس والتقييم للمباحث.
أتساءل وانا معلمة ثانوية عامة وقد تلقينا دورات كثيرة في التعامل مع الامتحان ونوعية الطلبة وطرق التقييم…
من أنتم؟ من يضع أسئلة التوجيهي، ولماذا الخطأ في الأسئلة؟ وأين لجان التدقيق قبل الطباعة؟ومن هو صاحب قرار أسئلة الاختيار من متعدد، وهل هو استعداد لمقاضاة الطلبة، وهل هو على استعداد للوقوف أمام عدالة الله؟ وسط هذا الكم الهائل من الظلم والإجحاف….
ما زلت أستذكر توجيهي لجيل ١٩٩٦،عندما تولى مَعالي ذنيبات وزارة التربية ونسف أسلوب الامتحان ونمط الأسئلة لذلك العام بناء على أخطاء فادحة، في العام الذي قبله تسببت في فوضى غش وتعويم قاعات امتحان ودخول بعض الأهالي في الجنوب على قاعات أبنائهم، المهم، نزل البطل الهمام بتغيير نمط الأسئلة إلى الأسئلة المقالية الإنشائية، ومنع كل أسئلة الاختيار من متعدد، وصدرت النتائج صادمة في ارتفاع نسبة الرسوب خاصة في الرياضيات واللغة الانجليزية، وتم التركيز بعدها على أساليب التدريس لدعم السؤال المقالي الإنشائي واستمر هذا النهج من ٢٠١٤ ولحد اليوم، حتى أن بنك أسئلة معلمي التوجيهي يخلو من نمط سؤال ضع دائرة أو صح أو خطأ.. إلا ما ندر
، وهب فجأة… وبلا سابق إنذار يمتحن طلبة هذا العام بأسئلة اختيار من متعدد في جميع المباحث….
أعتقد أن لا فشل في التعامل مع أزمة كورونا وطالب الثانوية أكبر من الفشل هذا العام….
يطالبون بمعلم نموذجي لا يخطئ، وهم صناع الخيبة والخطأ… ما تم ذكره هو جزء قليل من الملاحظات التي يمكن رصدها وسط هذه الفوضى العارمة من القرارات، التي أرجو من أن الله أن يتم إنصاف الطلبة وتعويضهم عنها…

أبنائي وبناتي طلبة الثانوية العامة لهذا العام حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا عدوان إلا على الظالمين ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

لاأضاع لكم تعبأ ولا خيب لكم رجاء، وبارك الله في أعماركم، إن تجاوزتم كل هذه المحن فأنتم الجيل الأقوى وأنتم الصفوة، وأنتم أمل هذا الوطن، إن قاومتم التغيير بالإرادة فأنتم صناع المستقبل وأنتم بإذن الله القادة…
بوركتم أينما حللتم، وعوضكم الله كل خير يا وجوه الخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى