شايك يا وطن / يوسف غيشان

شايك يا وطن

لست واثقا اذا ما ارتفع سعر الشاي مع تسونامي الارتفاعات الأخرى، ولا أدري لماذا يكلف علماء العلوج أنفسهم عناء اجراء تجارب طويلة الأمد للحصول على نتائج ساذجة ومغلوطة. آخر ما سمعت من عالم الدراسات هذا بأن مجموعة علماء اثبتوا للعالم اجمع بأن تعاطي (الشاي) ما غيره، بانتظام يعمل على تقوية العظام، ويقصدون بالانتظام: تعاطي كوبين من الشاي يومياً على مدى ست سنوات.
وقد أكد هؤلاء العلماء بأن الشاي يحتوي على مادة الفلورايد ومركبات كيماوية أخرى تعمل على تقوية وتصليب موقف العظام (يا هملالي)!
أما كان افضل لعلماء الفرنجة هؤلاء أن يجروا تلك التجارب والدراسات علينا نحن ابناء الشعب الاردني الكريم؟ حيث أن 90% منا يبدأ صباحه بازدراد اكواب الشاي، ولا يقل استهلاك الكثير منا عن (بكرج) كامل يومياً ولا يقل عن سعة بئر ارتوازي سنوياً. لا بل ان الكثير منا لا يتناول مع الشاي سوى السكر والزيت والزعتر والخبز، وربما القليل من السمن (ليس من الضروري ان يكون بلديا) على الخبز الناشف مع شوية سكر على سبيل (الفتّة).
هكذا عشت طفلاً وغلاماً وهكذا عاش معظمنا وهكذا تعيش حتى الآن اعداد كبيرة وغفيرة في الأرياف والبوادي الاردنية.
لو أجرى علماء العلوج الأفاضل الدراسة علينا لاكتشفوا نتائج معاكسة تماماً للذي توصلوا اليه مع العينيات الاختبارية. فمعظمنا يعاني من هشاشة العظام ويتحول الى فتات عند اول خبطة على الارض. وقد كان لي شرف ان تشرذمت ساقي الى عشرات الكسور خلال لعب التنس قبل سنوات، وما تزال الاسياخ حتى الآن تسند عظمي المتبل بالشاي….!!.
أما اخي فيتناول العلاج ضد هشاشة العظام منذ عقد على الإقل وهو الذي كان يصحو من الفجر قبل الجميع، وقبل الديك القابع في الحوش، من اجل ان يكرع ما تبقى من شاي المساء الفائت، من (الزبعة) الى فمه مباشرة دون تدخل الوسطاء.

لذلك فان على علماء العلوج البحث عن اسباب أخرى ومواد أخرى كان افراد العينة خاصتهم يلتهمونها مع الشاي (يبلغ عددهم 1037). فلا شك انهم «بطرانين شبعانين» من كل شيء وكانوا يشربون الشاي على سبيل التجربة وليس لأنه المادة الوحيدة المتوفرة بين براثنهم (مثلنا)…وال(المين دش) بالانجليزية الفصحى.
وتلولحي يا دالية

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى