ليس في عهدي / يوسف غيشان

ليس في عهدي
اشتهرت عبارة “ليس في عهدي” على لسان الرئيس الأمريكي الخامس عشر ، جيمس بيوكانان، الذي حكم الولايات المتحدة بين عامي 1857و1861، وهو الرئيس الأمريكي الأعزب الوحيد حتى الان ، حيث ترك البيت الأبيض بدون سيدة في عهده، بعد ان قتلت خطيبته نفسها بالإدمان على المخدرات، لما علمت انه كان يخونها خلال فترة الخطبة، مع ثلة من النساء. ولم يتزوج بعدها.
كان الرجل-على ذمة المؤرخين- ضعيف الشخصية ، ولم يتخذ اي قرار قطعي في اي موضوع هام. المشكلة ان حروبا مدمرة اشتعلت بين الشمال والجنوب في بلده وفي عهده ، راح ضحيتها 620 الف كائن حي على الأقل، ولما كان القادة يجتمعون به لإتخاذ القرارات التاريخية ، وكان بيوكانان يحسم النقاش، بدون تقديم اي مبررات او حجج منطقية، او حتى غير منطقية.. كان يحسم النقاش بعبارة:
– ليس في عهدى.
ولما طلبوا منه ان يتخد قرارا بشان الغاء العبودية قال لهم:
– ليس في عهدي
بشأن التفاوض بين المتحاربين
– ليس في عهدي

العلاقات مع الدول الأخرى
– ليس في عهدي
في كل شئ تقريبا ، كان الرجل يجيب بعبارة :
– ليس في عهدي
وكان ان ادى ضعف الإدارة الى تفويت فرض السلام وتقويض امكانية الحسم، وانهاك الإقتصاد، وتعاظم المشاكل الإجتماعية.ولولا انتهاء ولايته ،لكانت الولايات المتحدة ، حتى الان، عدة كانتونات متصارعة .
لست هنا بصدد تقديم موجز تاريخي لتاريخ الولايات المتحدة ، بل لتقديم نموذج موجود في عالمنا العربي ، انه نموذج جيمس بوكانان، نموذج :
– ليس في عهدي
هذا النموذج اعتبره المسؤول الأكبر عما آلت اليه اوضاعنا في العالم العربي ، حيث تم تأجيل وتسويف جميع المشاكل العالقة – من جميع الأصناف والأنواع- وتغطية القبح بالمساحيق والكريمات ، حتى انفجرت جميع المعضلات في وجوهنا …جميعها معا.
استدرك، لا بل هناك معضلات ومشكلات، لم تنفجر بعد، وسيكون دوي انفجارها هو الصوت الأخير الذي يصدر عن عالمنا العربي ، قبل الإنهيار التام…..هذا،اذا لم نصحو من غفوتنا، ونتخذ قراراتنا ..ونتحمل مسؤوليتها.
هكذا علينا ان نفعل ..والا فعلينا السلام.
ghishan@gmail.com
2-2-2016
عن موقع (بوابة العين ) الأليكتروني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى