علم الله / د. عبدالله البركات

علم الله
علم الله هو اقل تجليات عظمة الله، وما كان له ان يحتل هذه المكانة في التعظيم لولا دواعي ازالة القصور الشديد في ادراك البشر. فالعلم وحده مهما بلغ لا يقتضي كمال العظمة. وقد يستوي اثنان في العلم ويتباينان في العظمة تباين الثرى والثريا. وهذا كله متضمن في السؤال الاستنكاري بقوله تعالى ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). كما ان قدرة الله ليست اكبر تجليات عظمة الله جلّ وعلا. فقد يستوي اثنان في القدرة ولا يستويان في العظمة. فالكريم والبخيل يستويان في القدرة على الانفاق، ولكن البخيل يقدر ولا ينفق والكريم يقدر وينفق وشتان ما بينهما من الفضل.
اذن فالله تعالى يعلم ويقدر ويفعل ويدبر وهو قيوم على كل خلقه. لو ترك السموات والارض بلا تدبير لفسدتا او لزالاتا. فهو يمسك السموات والارض ان تزولا ولإن زالتا ان امسكهن من احد من بعده. وهذا يدل على خاصية النزوع للزوال والتلاشي والانعدام في الخلق كله. وهذا يدحض ويسفه قول بعض الفلاسفة الوجوديين مثل جون بول سارتر ان الله خلق الكون ونسيه او تركه دون رعاية. بل ينحط الى القول بأن الله خلق الكون ثم مات تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا. كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا.((وهذا قول الفيلسوف فريدرك نيتشه ايضاً. ويقال ان سارتر عاد عن الحاده قبل موته كما فعل اكثر الفلاسفة الملاحدة ، مما اثار سخط عشيقته الملحدة سيمون دي بوفوار . وليس كل الفلاسفة الوجوديين ملاحدة. )
اضف الى كل ذلك اسماء الله الحسنى وصفاته العليا التي تملؤك حباً له بعد التعظيم كالعدل والرحمةوالكرم والمغفرة والحلم والجمال وهي صفات لم تثبتها لله اي ديانة قبل الاسلام هكذا مجتمعة جامعة مانعة
فالحمد لله على نعمة الاسلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى