الحكومة تمتلك معلومة “نسبة خط الفقر” .. فلماذا تخشى الإعلان عنها، وما رأي الدول المانحة؟

سواليف_ هديل الروابدة

بينما تؤكد الحكومة في كل المحافل وعبر منصاتها الإلكترونية الهادفة لقول الحقيقة وتفنيد الإشاعات، كمنصات حقك تعرف، وبخدمتكم، وغيرها، على أهمية الشفافية والمصارحة وردم فجوة الثقة التي باتت عميقة بينها وبين المواطنين، يجد المواطن أن الكثير من المعلومات التي تمس حياته غائبة عن كل المنصات، رغم وجود العديد من الاستجوابات النيابية والمطالب الشعبية للإعلان عنها.
وبينما تتجاهل الحكومة جميع الأسئلة الصريحة عن نسبة خط الفقر في الأردن، الذي تعود أحدث إحصاءات رسمية منشورة له للعام 2010، نجدها اليوم مضطرة لإعلان نسبة اعتبرها مراقبون -التفاف جديد- على نسبة خط الفقر الحقيقية، ردا على خبر نُشر على إحدى الصحف العربية يتحدث عن أن نسبة الفقر في الأردن تناهز 50%.

وفي هذا الإطار، تحمّل النائب ديمة طهبوب، مسؤولية ما وصفته تشويه واقع الاقتصاد الأردني للحكومة في وقت تستهدف فيه عدة جهات الأردن وتسعى الى إثارة القلاقل والإساءة لسمعته واقتصاده وأمانه الاجتماعي، فتتعامل مع نسبة خط الفقر الجديدة كأحد أسرار الدولة الخطيرة، وتعلن كل مرة نسب تلتف في حقيقتها على “خط الفقر”، فمرة تنشر نسبة الفقر المدقع، ومرة نسبة فقر الجوع، في حين ترفض الإعلان عن نسبة خط الفقر المعتمدة على كل المعايير الواقعية من إنفاق على التعليم والصحة والمواصلات وغيرها من الاحتياجات الأساسية للمواطن.
وقالت طهبوب في حديثها لسواليف ” الحكومة غدت جزءا من منظومة التضليل، لمعلومات لها انعكاسات خطيرة على حياة المواطن وظروفه المعيشية، وعلى الإجراءات الحكومية الاقتصادية المتخذة على ضوئها”.
وتساءلت ” لماذا تخشى الحكومة من إعلان نسبة “خط الفقر” رغم أنها تمتلك المعلومة، هل سيضطرها ذلك إلى خفض الضرائب بشقيها الدخل والمبيعات؟ هل سيجبرها ذلك على رفع الأجور؟ في وقت تعاني فيه الموازنة من أزمة عسيرة لن تستطيع الحكومة مواجهتها؟
واستهجنت طهبوب في معرض التعليق على نسبة الفقر المعلن عنها اليوم السبت، أن تتحول الحكومة إلى ما وصفته “خبراء تغذية” تعتمد في حساباتها لتحديد نسب الفقرعلى السعرات الحرارية التي يحتاجها المواطن ويتناولها أفراد الأسرة، بدلا من اتّباع معايير الفقر متعدد الأبعاد الذي يأخذ بعين الاعتبار جميع احتياجات الأردنيين الأساسية، فبرأيها أن الذي يجد قوت يومه من طعام، ويعجز عن الانتقال إلى مكان عمله، أو العلاج، أو تعليم أولاده، فقيرا ايضا فليس “بالخبز وحده يحيا الإنسان”، وفقا لتعبيرها.
وطالبت طهبوب، الحكومة بإسكات لسان الشائعات في هذا الوقت الذي يواجه فيه الأردن هجمات شرسة تستهدف أمنه وأمانه واقتصاده، وأخذ زمام المبادرة بالإعلان عن خط الفقر وخططها وإجراءاتها المعالِجة بشفافية ومصداقية ، فلا يبقى اقتصادنا مرهونا لمصائد الصحف العربية والعالمية، وحتى لا نقع في فخ أعمق، حين تسألنا الدول المانحة والمُقرضة أين تذهب أموالنا؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى