الأردن والعودة لابجديات الدبلوماسية / زايد الكركي

الأردن والعودة لابجديات الدبلوماسية

لم يعد يخفى على احد المأزق الحقيقي الذي تقع به الدولة الأردنية بكافة اركانها , فالدولة الأردنية التي لطالما كانت في الصف الأول في أي قضية إقليمية او دولية تجد نفسها الان مهمشة وخارج حسابات الصفقة المشؤومة التي تنتظر المنطقة ,ولان الأردن اصبح بعيدا جدا عن الحدث فهو لا يعلم أصلا ان كانت صفقة القرن ستمس سيادة ووجودية الدولة الأردنية او لا .

الأردن بدأ يدخل مرحلة ما بعد الصدمة واعتقد انه مؤخرا وصل لقناعة راسخه بان التحالف التقليدي الأمريكي الخليجي لم يعد يضعه ضمن حساباته وان الدولة الأردنية تسير نحو عزله دولية شاملة والسبب الرئيسي ان الحلفاء التقليديين كانوا يرفضون انخراط الأردن في أي علاقات مع الغير حتى ولو بصورة شكلية , فكنا نرى قطيعه معلنه وتوجيه للاعلام الداخلي ضد دول كأيران وبرود دبلوماسي مع تركيا وقطر , والعمل على تصفية الاخوان المسلمين في الأردن رغم كل ما في معارضتهم من إيجابية للدولة الأردنية بكل اطيافها.

الأردن اليوم بدأ خطوة ما يسمى ” إعادة ضبط التحالفات ” ومحاولة البحث عن حلول جديدة وتحالفات جديدة تضغط على الحلفاء التقليدين, فبدأ بتجديد العلاقة مع تركيا التي قد تكون الحل الأمثل للاردن وهي الدولة المسلمة وذات المسؤولية الدينية تجاه القدس والمدافعة بشراسة عن حق الأردن والملك عبد الله بالوصاية على المقدسات هناك , حيث بدأت التصريحات عن انشاء منطقة اقتصادية تركية في الأردن والعديد من الاتصالات الغير معلنة ومحاولة لترميم العلاقة مع الاخوان المسلمين في الداخل وهم العنصر المفضل للرئيس التركي رجب طيب اردوغان وهو الامر المستفز للطرف الاخر المتمثل بالسعودية والامارات ومصر وهي الدول التي تحظر هذه الجماعة وخير دليل هو اللقاء الملكي مع كتلة الإصلاح البرلمانية المحسوبة على جماعة الاخوان .

مقالات ذات صلة

مسار جديد يتجه له الأردن وهو العلاقة مع دولة قطر والتي تملك عاملين يجعلانها وجهه مفضلة للاردن حيث الدعم المادي الذي قد يخفف من احتقان الشارع الأردني الذي يتأجج يوما بعد يوم في ظل ضعف الحكومة اقتصاديا واكتفائها بفرض الضرائب والبحث عن قروض من هنا وهناك لحل مشاكلها الاقتصادية بشكل آني ,وذلك مع اقتراب شهر رمضان الذي يعتبر موعداً محفزاً لعودة الاعتصامات التي جاءت أصلا بالدكتور عمر الرزاز رئيساً للوزراء خصوصاً مع تزامنه مع ما يحدث في الجزائر والسودان ومن عوده للربيع العربي في هذه الدول .

عامل اخر يجذب الأردن باتجاه قطر وهو قناة الجزيرة ذات القوة الإعلامية الكبيرة والقادرة على دعم الموقف الأردني المدافع عن القدس ونشره بطريقة تضمن له تشكيل تعاطف دولي حوله وهو ما اخفق فيه الاعلام الأردني الداخلي الغير متمرس والغير معتاد على خوض حروب إعلامية حتى بعد استحداث قناة رسمية إخبارية وتقديم الحكومة والديوان الملكي لكل الدعم المادي لها .

عموما ولأول مره الأردن يتحرك بطريقة حيوية وعصرية في كل الاتجاهات وهناك بوادر كثيرة ان الأردن بدا يتخلص من قيود التحالف التقليدي وهو العراب الرئيسي لصفقة القرن والساعي لشطب القضية الفلسطينية وإعادة ترسيم الحدود العربية المجاورة لفلسطين بما يشبه ” سايكس بيكو ” جديدة , فهل تنجح هذه المغامرة الأردنية في وقف هذا المخطط ام ان صفقة القرن ستصيب وجودية فلسطين وما حولها من دول بما فيها الدول الداعمة للصفقة, الإجابة في قادم الأيام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى