.(مظاليم)

[review]( مقال يوم الأربعاء 10-9-2008- الرأي)في زمن المصالح والنفوذ والجهوية لم يعد صالحاً للتداول ذلك المثل القائل: اللي ماله كبير يشتري له كبير ..فلا بد من فكّ هذا المثل وإعادة تركيبه بما يتناسب مع متطلبات المرحلة، وليكن: اللي ماله واسطة يشتري له واسطة ..اتصل بي منذ فترة دكتور في اللغة العربية اسمه جمال الطراونة ؟احتفظ برقم هاتفه- حاصل على شهادة الدكتوراة والماجستير والبكالوريس بتقدير امتياز من جماعة مؤتة /الجناح المدني ، ولم يزل يعمل منذ سنوات مدرساً في مدرسة ابتدائية نائية..قال لي بصوت يغلفه الإحباط: الحمد لله هذا العام وضعي أفضل من العام الماضي بكثير ،لقد رفّعوني لأدرس الصف السادس ..وعندما سألته: لماذا لم يتم تعيينك الى الآن في أي من جامعاتنا العشرين ما دمت تحمل كل هذه الشهادات وبهذه الكفاءة ، فقال بعبارة مختصرة ما في واسطة ..مظلوم آخر من فيلق المظاليم ..بعث لي برسالة اليكترونية مختصرة مكونة من سطرين كتب فيها : هل تريد ان تكتب عن الفساد ؟ منذ 13 سنة وأنا راس طابور / ترتيبي الأول على الذكور والإناث في ديوان الخدمة المدينة ..ولم أتوظف بعد.. لأني غير مسنود سيدة أخرى اتصلت بي منذ شهر تقريباً ، قالت أنها تفاجأت باسمها مذكور في قائمة تعيينات المعلمين بعد 20عاماً من تقديمها لطلب التوظيف في ديوان الخدمة المدنية..حيث تخرجت عام 1988 بتخصص علم اجتماع ..وسألتني ماذا لو قبلت التعيين، كيف سأدرّس الطالبات؟ لقد ضيّعت اللي عندي ..ثم قالت حتى راتبي الأول لن استلمه حتماً ،فهو من نصيب الورثة..ثم سألتني بمنتهى العفوية كيف لم يسقطوا طلبي بعد كل هذه المدة ؟..قلت لها بهدوء الواثق :كي تعرفي يا أختي ، أن الحكومة ملتزمة بشعار: ما بضيع حق وراءه مطالب ..حتى لو ضاع المطالب بعينه..فقبل سنة استدعي رجل متوفّى منذ سبع سنوات الى المقابلة الشخصية ،بمهنة أمين مستودع ..وعندما لم يحضر..اعتبروه مستنكفاً..ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى