العبادي يعلن استعادة الفلوجة على وقع شعارات طائفية

سواليف

على وقع شعارات وأهازيج طائفية، لم يحاول رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إيقافها، جاء الإعلان رسمياً عن استعادة مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بشكل كامل، بعد معارك دامت لنحو أربعين يوماً.
وبث التلفزيون الحكومي العراقي لقطات حيّة لوصول العبادي إلى الفلوجة، مرتديا زي القوات الخاصة العراقية، ليرفع العلم العراقي أمام مستشفى الفلوجة العام وسط المدينة.

وأوضح العبادي أن “تحرير المدينة جاء بتضافر الجهود، رغم الحملات التي حاولت تشويه العملية العسكرية من قبل الدواعش”، متابعا أن “الدواعش وأنصارهم وأزلامهم، وكل المرتبطين بهم، حاولوا أن يوقفوا هذا الزحف باتجاه الفلوجة، وأطلقوا دعايات مغرضة وإشاعات كاذبة كثيرة، لكن قواتنا المسلحة استطاعت إفشالها وتحقيق النصر في المدينة”.

وأضاف أن “قواتنا البطلة حررت الفلوجة، وكما وعدنا فإننا رفعنا العلم العراقي فوقها، وسنرفع العلم العراقي في الموصل”، مشددا على أنه “لا مكان للدواعش في العراق وسنطاردهم في كل مكان”، مشددا على أن “المصالحة المجتمعية أصبحت ضرورة، ولا يمكن أن نسلم بدونها”، مشيرا إلى أن “هناك من يريد أن يثير الطائفية الإثنية والقومية بين أفراد الشعب العراقي، بهدف إحداث مشكلة بين أبناء المجتمع، بالرغم من أن المجتمع موحد”.

وذكر رئيس الحكومة: “يجب أن تنتهي كل تلك الخلافات من خلال المصالحة المجتمعية”، لافتاً إلى أن “الخطر واحد ويهدد جميع أفراد الشعب”، كما دعا “جميع أبناء الشعب العراقي للخروج إلى الشوارع للاحتفال بتحرير الفلوجة”.

وكان قائد عمليات الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قد أعلن، اليوم الأحد، عن “انتهاء معركة الفلوجة عسكريا وتحريرها بالكامل من داعش”، مشيرا إلى “قتل أكثر 1800 إرهابي خلال العمليات العسكرية”.

وأكد الساعدي أن “قوات جهاز مكافحة الإرهاب ستسلم الفلوجة إلى الشرطة المحلية بمحافظة الأنبار خلال اليومين المقبلين”.
ووفقا لمصادر محلية في الأنبار، فإن عملية رفع العلم العراقي ترافقت مع رفع أهازيج طائفية وشعارات رددها أفراد من مليشيات “الحشد الشعبي” بالفلوجة، ما تسبب في انسحاب عدد من المسؤولين المحليين في الأنبار احتجاجا.
وقال الشيخ محمد عبيد، وهو أحد زعماء العشائر بالأنبار، إنه “غادر، مع عدد من الوجهاء والمسؤولين، بسبب تلك الشعارات التي لم يحاول رئيس الوزراء إيقافها”، فيما أكدت مصادر أخرى أن “المدينة ما تزال تشهد عمليات انتقام”، متوقعة أن يتم حرق مزيد من المنازل وسرقتها وسط دمار كبير بالفلوجة.
وشارك في معركة الفلوجة أغلب تشكيلات القوات الحكومية العراقية ومليشيات “الحشد الشعبي”، ووحدات الحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، وخلفت آلاف القتلى والجرحى من تلك القوات، فضلا عن تسجيل مئات الانتهاكات ذات الطابع الطائفي بحق سكان المدينة الواقعة على نهر الفرات (60 كم غرب بغداد).

ومع نهاية معركة الفلوجة وإسدال الستار على آخر فصولها، فإن الحصيلة النهائية تكشف عن خسائر كبيرة بشرية ومادية.
ووفقا لبيان صادر عن مستشفى الفلوجة، فقد بلغت حصيلة الخسائر منذ سقوط المدينة بيد “داعش” نحو 13 ألف قتيل وجريح من المدنيين، فضلاً عن تدمير شبه كامل في شبكات الكهرباء والماء والاتصالات والطرق والجسور، إذ تفيد الإحصاءات بتدمير نحو 400 مدرسة و200 جامع و38 مركزاً صحياً ومستشفى، ونحو 7 آلاف منزل، بين دمار كامل وشبه كامل، وأكثر من 6 آلاف متجر وسوق، إضافة إلى أكثر من مليون نازح يقيم غالبيتهم في الخيام ومعسكرات اللجوء.
وأكدت المصادر أن فاتورة معركة الفلوجة أقفلت على نحو 10 آلاف قتيل وجريح من الجيش والمليشيات في معركة استعادة المدينة، ولم يتم إحصاء خسائر الحملتين السابقتين لاستعادتها خلال عام 2015 وعام 2014، فيما تقدر المصادر ذاتها مقتل ما لا يقل عن ألفي عنصر مسلح من التنظيم، من بينهم أكثر من 850 مقاتلاً خلال معركة استعادة الفلوجة.

ويختلط شعور التفاؤل والخوف لدى سكان الفلوجة بعد استعادة السيطرة عليها من تكرار سيناريو جرف الصخر وبيجي وتكريت، والتي أنهت عامها الثاني على إعلان الحكومة استعادتها من “داعش” دون أن يُسمح للسكان بالعودة إليها، بسبب رفض مليشيات “الحشد” ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى