تحليل بروفايل قاتل والدته عالفيسبوك / احمد الحارس

تحليل بروفايل قاتل والدته عالفيسبوك

أنا لست محللا نفسيا ولا ناقدا للشخصيات ،ولكن عندما فتحت صفحة الفيس بوك للمدعو (ع) الذي ارتكب جريمة تعتبر من أشنع الجرائم في الاردن لأنها تخصّ الكيفية ودرجة القرابة ؛ فالكيفية قطع الرأس ودرجة القرابة هي من حملته في بطنها تسعة أشهر وسمعت صرخته الاولى للحياة ،أمّه…

نظرتُ بتمعّن لتلك الصور من الألف الى الياء واستخلصت أنّ هذا الشاب له صور كثيرة يمكن تقسيمها لثلاث مجموعات؛ في الصور الاولى كانت عنده بوادر بسيطة من الانحراف لكنّها كانت مثل البراعم الصغيرة (يعني ما نسميه بالمراهقة الشبابية) التي تزول فيما بعد إذا حصل على التوجيه والارشاد ؛ومعها صور جميلة تحتوي على رضا الوالدين ،وصور تحتوي على تعامله العفوي مع الاطفال ،وصور أحاديث وقرآن ، وصور فكاهية ،وصور حكم الخ…من الصور العادية ..هذه الصور للملاحظ كانت في أوائل دخول هذا الشخص للفيس بوك …

والمجموعة الثانية؛ نشر صور تتحدث بواقعها عن مطالب الشباب من حب صور المال المكدس والسيارات الرياضية الفارهة والسيدات الجميلات والتأسف على المكوث في هذا البلد وتمني السفر للتنزه أو العمل …ولأن هذه المطالب صعبة المنال في الواقع الحاضر فلا بدّ له أن يهرب بعقله بعيدا ويبقي جسده هنا فبدأ في المرحلة الثالثة والاخيرة فأخذ بتعاطي مادة الجوكر كما هو موضح في الصور ….

يبدو أن الصور الاخيرة لهذا الشخص كانت تتحدث عن شدّة تأثره بالجوكر وبدت الاعراض الخارجية تظهر بتصوير نفسه بوضعيات وأشكال جنونيه وصراحة متناهية في التعليق على تلك الصور في بادئ الامر ثم ما لبث أن يكتب أي شيئ كتعليق على الصورة وهذا يدل على تغلغل المادة في خلاياه العصبية وتلفها… والفرق واضح للمشاهد بين هذه المجموعة والمجموعة الاولى من الصور التي كان فيها مرتبا وأنيقا في الكلام محبّا للجميع …

خلاصة الموضوع ،أنّ تعاطي مثل هذه المادّة دمار لشبابنا ونهاية النهاية بالفعل بكارثة حقيقية بحق نفسه وأسرته ومجتمعه ..شبابنا الذي يبدأ مراهقته بأفعال طيشية بسيطة يمكن السيطرة عليها في بادئ الامر ، ولكن لقلّة المتابعة من الاهل ورفع شعار التخلّي يتطور الامر لما نراه اليوم من مصائب وويلات ،وأيضا الرقابة الحكومية عندها جانب التخلي والترك المجتمعي من خلال توعية الناس كل يوم بأخطار إنتشار هذه الأفات اليوم ،ولا تعمل كوادرها إلا( إذا وقعت الواقعة) ..فمن أسبوع لم أكن أعرف شيئا عن الجوكر وبعد الجريمة عرفت مكوناتها بالحرف لكثرة ما نشر عنها ..

رجاءا يا أخوتي الكرام أن تحافظوا على أبنائكم وأن توسعوا دائرة المسؤولية أكبر وأكبر ولا تتركوهم لوحدهم فإذا كبروا بالشكل فلا يغرنّكم العقول فبعدها صبيانية تحرق نفسها إذا لم يرشدها أحد .. تابعوهم بسريّة إذا خشيتم النقاشات الحادّة ..تابعوا التغيرات الفجائية في شخصياتهم ..تابعوا سهراتهم لمنتصف الليل ومع من يسهرون ..تابعوا أماكن عملهم ومع من يعملون لا تنتظروا من أحد أن يعتني بأولادكم غيركم ..والدعاء بالهداية لهم لا يكفي إلا إذا أخذنا بالاسباب…فكثير ممن يدعون الانشغال بالعمل ضيّعوا أهلهم وأموالهم بسبب طيش أولادهم …(فهذا الشخص (ع) بدأت رحلته بإمي يا نظر عيني وهو من اقتلع عينيها بيديه ،وأمي يا تاج رأسي وهو من قطع رأسها )

قال الله تعالى : ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14)إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15)فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(16) ﴾

أحمد الحارس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى