هل تباع (اعضاء) الجثث الفلسطينية والسورية بالمزاد العلني
لم اكن ادري ان الانسان اذا اعتبر انسانا أن تصل به الدناءة أن يتاجر باعضاء الانسان المقتول او الشهيد بعد موته بقليل او قتله ان كان على جرف من الحياة للاستيلاء على اعضائه وبيعها في السوق التي اصبحت مفتوحة مع رخص سعرها بعد ان كانت عزيزة تشترى بالالاف المؤلفة .. فاصبحت تباع اليوم بدراهم معدودة .. لان سوق الاعضاء قد أغرق واصبحت اسعاره الى الحضيض .
فبعد المذبحة السورية في سوريا .. والقتل بدم بارد في فلسطين .. وما يجري في ليبيا.. هبطت اسعار الجثث والاعضاء حتى بلغ الامر بالمشترين الفرديين للسفر الى اوربا وروسيا والصين بل وحتى الهند للمساومة على اعضاء يحتاجونها لتكملة حياتهم الطبيعية .. فاصبحت الكلية لمن يعانون فشلها تباع بخمسة الاف دولار بعد ان كان سعرها في هذه السوق اللاانسانية الى الالاف المؤلفة . ثم يقوم من يزرعها من اطباء آخر الزمان الى اعادتها لسعرها الاصلي بالالاف قبل المذابح التي تجري في الوطن العربي حاليا .
في جملة معترضه .. وفي زمان مضى .. اراد رجل ان يبيع جمله ولكن الجمل كان عزيزا عليه فربطه بذيل قط واعلن في السوق ان الجمل بدينارين .. اما القط فبخمسة الاف دينار .. والبيع لهما سويا .. وكانت النتيجة ان الجمل والقط لم يباعا لان الحيلة غدت مكشوفة .. وهذا ما يحدث اليوم لبيع وتركيب اعضاء الانسان . فالكلية بدينارين .. وتركيبها بخمسين الفا .. وتنزيلات لمن يريد ان يضعها في مكانها لمريض بان تحسم له عشرين بالمئة من اجور التركيب .. ارأيتم .. لقد اصبح الانسان سفاحا مجرما قاتلا حتى بعد موت الانسان الذي كان انسانا قبل ان يقتل .
ولكن .. كيف تصل هذه الاعضاء الى المشترين والمساومين والوسطاء بالطائرات المثلجة الى هذه السوق اللاانسانية .
في العادة طبيا ان العضو المبتسر من جسم القتيل يجب ان يركب لمريض في مدة اقصاها اربعة وعشرين ساعة حتى وان كان مثلجا والا فسد العضو المبتسر ..
في هذا العالم ( المتحضر) دولة يقال لها اسرائيل تقوم بنقل تلك الاعضاء بالطائرات لمن يتاجرون بها .. فالشهيد الفلسطيني لا يسلم لعائلته بعد استشهاده مباشرة .. بل ينقل الى المشرحة الاسرائيلية وهناك يتم استئصال الاعضاء من جسده وتنقل مباشرة برحلات منتظمة الى المشترين . ومن ثم تقوم اسرائيل بتسليمه لعائلته لكي يتم دفنه هذا ان كان قد سلم للعائله .. وفي كثير من الحالات لا يتم تسليم الشهيد لاهله اذا كان الاستئصال لكثير من اعضاء جسده .. ويدفن في مقبرة الارقام التي تقيمها اسرائيل على ارض فلسطين . وهكذا يتم ( اكفاء الماجور على الخبر) .
وفي هذا العالم ( المتحضر) ايضا .. انتبهت داعش التي برزت الينا باسم الدين لكي تقوم بما تقوم به اسرائيل بحيث اصبحت تجارة الاعضاء لديها تدر عليها دخلا تواصل به اجرامها .. والا ما نفع الطائرات التي تهبط في الاراضي التي تسيطر عليها حاملة الاسلحة ( بالخطأ طبعا ) وفي عودتها تنقل الاعضاء للمشترين ..
ولا ندري ان كانت هنالك جهات اخرى تقوم بمزاولة هذه التجارة المخيفة التي اصبحت فيه اعضاء الانسان تباع وتشترى كأننا في اسوقة الخضار .
التجارة ( السرية) التي تقوم في هذه الايام تدر دخلا لمن يقوم بها اكثر مما يدر البترول في الدول المنتجة له. فبرميل النفط وصل الى الحضيض .. ولكن اعضاء الانسان تغلو مع الزمان .. ولا بأس في هذه السخرية ان يقتل الناس حتى تمتلء خزائن المجرمين بالدولارات والاسترليني والين واليورو .. ومع كل ذلك نسمي ما تقوم في دولنا العربية ثورات .. اية ثورات يا هذا .. لقد اصبحنا اضحوكة هذا الزمان .. وكل يقول انه على حق .. ورحم الله المجرمين من حكامنا ممن كانوا يقتلوننا ( بصمت) فهؤلاء يقتلوننا علنا وبافتخار .. ومع كل ذلك نقول باننا مسلمين .. وباسم الاسلام نفتخر بالمذابح التي نقوم بها .. فاي امة هذه ؟ ومع كل ذلك نسمي اسرائيل عدوا .. ونتعاون معها في كل ما يجري بالخفاء .. امة سوف تزال من على خريطة هذا العالم .. لكي نعود عبيدا كما كنا .. وتصبحون على مزيد من الجثث . و …. الاعضاء .
