الحباشنة : خوارج العصر احتلت مساحة واسعة من العقل العربي والجغرافيا

سواليف

القى المهندس سمير الحباشنة رئيس الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة الاربعاء الماضي محاضرة في جامعة فيلادلفيا بعنوان «فكرا شاذا وفعلا مشين..» عرض خلالها لمحاور من ضمنها الحالة العربية والاردنية ومسؤولية الشباب في التصدي للفكر التكفيري والارهاب بمختلف اشكاله.
وفيما يتعلق بالحالة العربية بين الحباشنة ان الاسلام وهو دين سمح وقيمي يحترم الاخر غير المسلم بل ويوقر الانسان كانسان دون النظر الى عرقه او عقيدته والمنظم لعلاقة الناس بالخالق وما يحوي من معان سامية، مختطف والفهم السائد اليوم عالميا ان الفكر المتشدد وما افرز من منظمات ارهابية هو الاسلام .
واوضح ان قوى خوارج العصر تمكنت من ان تحتل مساحة واسعة من العقل العربي المعاصر ومساحات واسعة من الجغرافيا العربية وان تمارس اقصى درجات السلوك الشائن والمعادي للحياة العربية التى كنا نطمح بها كمنظومة مدنية قابله للتطور بل واعادة انتاج المكانة المرموقة للحضارة العربية في السياق الانساني، مشيرا الى ان ذلك ادى الى الحاله الكارثية التي تعيش في خضمها العديد من الاقطار العربية من قتل ودمار وحروب ونزوح ولجوء؛ ما ادى الى غياب فعلي لمفهوم وبنية الدولة في هذه الاقطار .
وقال الحباشنة، انه لا يمكن ان نغيّب العوامل الداخلية في هذه الاقطار ومسؤوليتها عما جرى كانظمة شمولية قامت على مصادرة الحريات، والقمع ،والفساد والنهب المنظم، اضافة الى كونها انظمة روجت وسيدت مفاهيم طائفيه او جهوية او قبلية .
وبين ان العوامل الخارجية التي اسهمت بتعزيز عوامل الفرقة والتشرذم مثل: اسرائيل وتركيا وايران وغيرها ساعدت في تغييب مفهوم الامه لجهة ابراز مفاهيم عرقية ومذهبية ومناطقية كهويات بديلة للهوية العربية الجامعة، مبينا ان الارهاب ومنظماته كانت ادوات حملت تلك المفاهيم وعلى سبيل المثال الاسلام بمواجهة غير المسلميين ، والسنة بمواجهة الشيعة، والعربي بمواجهة القبطي، والسوداني العربي بمواجهة السوداني المسلم وغير العربي او بمواجهة السوداني من اصول افريقية وكذلك العربي بمواجهة الامازيغ في المغرب والاكثر من ذلك تقسيم الجسد الواحد، مؤكدا ان ذلك يمثل اختطافا للربيع العربي الذى كانت بداياته مطالب مشروعه تتمثل في الحرية والرفاه والعدالة للجميع، ودولة المؤوسسات، وربما طموحات عربية خارج اطار الدولة الوطنية .. فلسطين واللقاء العربي .
واضاف الحباشنة ان الامة العربية على مفترق طرق، بين ان يصحو العقل العربي من غيبوبته فتتوقف الكارثة او نوغل فيما بدأناه الذي سيقودنا الى المزيد من الانقسام والتشرذم فنصبح خارج التاريخ والحسابات الانسانية، فيقولون كان العرب هنا والمسيرة الانسانية لاتتوقف، ومحاكاة التاريخ يحتم على الامم القدرة على ايجاد الرابط المتين بين مراحلها التاريخية المشرقة وبين حاضرها بتحولاته المادية التي ترافق كل عصر فتتهيأ الى مستقبل افضل . وتذكروا ان امم وحضارات كثيرة مرت ولم تلتقط مفهوم حركة التاريخ وعوامل اخضاعه لمصلحتها فراحت واندثرت .
وبالنسبة للحالة الوطنية /الاردن، قال الحباشنة، ان هناك ثوابت ومرتكزات منها، نظام ملكي دستوري، وعائلة مالكة تاريخها مشرق ولها امتداد وشرعية دينية واتت للحكم بقبول ورضا شعبيين، وحملت مشروع النهضة العربية وسعت لتحقيقه ،وضحت من اجله وبنت نظاما سياسيا تسامحيا حمل في كل الاوقات مهما كانت صعبة قدرا من الحريات وحافظت على مؤسسات الدولة والامن والاستقرار بفعل اجهزة وطنية محترفة يقظة ،تمثل سياجا للوطن ، ولا تتدخل بالاصطفافات السياسية الداخلية، اضافة الى سياسة خارجية متوازنة تدعو الى وقف الحروب واللجوء الى الحوار والتوافق بل وعلاقات متوازنة مع القوى الدولية والتزام بالمصالح العربية وموقف صارم تجاه قوى الارهاب والتشدد.
وبين الحباشنة ان المطلوب الان مساندة ودعم القوات المسلحة والاجهزة الامنية، والسير بمسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، اذ اثبتت الوقائع ان الاصلاح يزيد من لحمة المواطنين ويحفزهم على الانخراط بالمشروع الوطني للدولة باشتقاقاته ومتطلباته وروافده على اختلافها ،ولنا بوصلة في الاوراق النقاشية التي طرحها جلالة الملك التي تمثل خط البدء مع التوعية والتثقيف وتعميم رسالة عمان باعتبارها تمثل روح الاسلام وحقيقته.
وبين ان ذلك يتطلب ان تبدأ الجامعات والمعاهد والمدارس ودور العبادة ومؤسسات تحفيظ القرآن والنوادي الرياضية والمنتديات الثقافية العمل وفق خطة شاملة بهذا الاتجاه لدرء خطر تمدد الفكر الارهابي بل واجتثاث اية امتدادات محتملة له والعودة الى الخدمة الوطنية وباسلوب يركز على تعميق الانتماء للدولة ولهويتها ويخدم الاقتصاد وتبديل مفاهيم اجتماعية خاطئة بل ومراجعة المناهج لتصبح سبيلنا الفعال لبناء الدولة المدنية وتخليصها من شوائب التشدد والتمييز بين المواطنين باشكاله كافة.
وكذلك دعوة الشباب والقوى الفاعلة بالمجتمع للمشاركة بانتخابات البرلمان ومجالس اللامركزية والبلديات وانتخاب الاكفأ على اسس موضوعية لاتخضع لشروط روابط القربى او من يخضعون المال الاسود لشراء الذمم، وعلى الدولة ان تفعل مؤسسات النزاهة الوطنية لحماية البلاد ومقدراتها من العبث باشكاله كافة.
وبين الحباشنة انه ليس للفلسطينيين والاردنيين غرب النهر وشرقه الا مستقبل واحد ووعاء وكينونة واحده ،وهي مسالة رغم انها تبدو مؤجله الا انها يجب ان تكون ثابتا في سلوكنا اليومي وسياساتنا المستقبليه.
وقال اعتقد ان على الحكومه ان تسعى الى ترجمة سياسة جلالة الملك في الموضوع السوري وتلعب دورا في تقريب اطراف المعادلة السورية لوقف الحرب والتوافق على شكل وجوهر النظام السياسي ،مبينا ان وقف الحرب في سوريا والحفاظ على وحدة تراب الدولة وشعبها مصلحة اردنية كما هي مصلحة للشعب الشقيق في سوريا وهذا يتطلب توجيه الجهد العربي والدولي للقضاء على داعش ومشتقاتها والاسهام الفعلي وطنيا بهذا الجهد .
وخاطب الحباشنة الشباب قائلا: انتم هدف المستقبل ومادة صنعه ،بكم فقط وبوعيكم الوطني وادراككم للمخاطر التي تحيق بواحة السلام التي تعيشيون بها انتم وحدكم الذين تستطيعون حمايتها وتطويرها والبناء على ما بنى اجدادكم واباؤكم واعلاء مداميك التقدم لننتصر على الجهل وعلى كل المفاهيم الخاطئة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى