بعثرات قلم / ساجدة الكايد

بعثرات قلم
– صباحك سعيد.. معك يوسف من مركز خدمات المشتركين.. من معي ؟
– ألو السلام عليكم
– عليكم السلام أهلاً سيدتي أيمكنُ أن تعرفيني بنفسك ؟
– أنا أم ياسر.. ياسر محمود خليل.. تعرفه ؟
-لا يا أمي أنا مجرد موظف.. أردت معرفة اسمك كي أناديك به.. أهلاً خالة أم ياسر كيف لي أن أساعدك ؟
– صلّ على النبي يا يوسف… والله لا أعرف حتى كيف أشرح مشكلتي.. لكن سعاد أخبرتني أنكم تحلون مشاكل الهواتف.. فطلبتُ منها أن تتصل بكم
– أنا في الخدمة يا خالة.. أسمعك تكلمي براحتك..
– المشكلة أنّ شبكتكم لا تغطي كل عمان..لا أستطيع الاتصال بابني ياسر منذ فترة.. يعني أنا أتصل بأم خالد و أم أحمد و أم سعيد .. حتى أم محمد في الغرفة المجاورة.. لكن عند ياسر الشبكة تتعطل.. حتى سعاد حين لا تجيب على الأرضي أتصل بها على هاتفها المحمول فتجيبني.. رضي الله عنها سعاد.. لا تقصر أبداً في خدمتي.. هي ليست متزوجة.. متزوج أنت يا يوسف أم تبحث عن عروس ؟
– متزوج يا أمي متزوج و عندي طفلة
-إذن حفظ الله زوجتك و بنتك و بعث لها نصيبها.. أين كنا ؟
-عند سعاد..
-آه نعم.. يعني هاتفي يرن على الجميع إلا ياسر.. لماذا لا تقوون شبكتكم.. سعاد أخبرتني أن العلة ربما من الشبكة.. أريد أن أتصل بياسر ولدي الله يرضى عليه
– منذ متى و هذا الحال قائم ؟
– منذ أشهر يا بني منذ أشهر.. لأنني أذكر أن هذا حدث بعد نزهة المطعم.. حين كانت شبكتكم قوية
– يعني كان يتصل قبلها ؟
– نعم كان يتصل و يرن.. أحياناً يرد و أحياناً لا يرد.. أعانه الله يا ولدي زوجة و أولاد و منزل.. رضي الله عنه و وسع رزقه.. طيب تعرف ما هي الفيزا
– بطاقة الصراف الآلي يا أمي
– والله لا أفهم لا صراف و لا آلي.. يعني ممكن أن تكون عطلت الشبكة عنده
– لا يا خالة لا دخل لها بالاتصال
-إذن لماذا فشل اتصالي به بعدها ؟ يومها عزمني على الغداء و نزهني حبيبي وطلب مني أن يعملها لي و يبقيها معه
– لديك نقود في البنك يا أمي ؟
– أنا يا بني يأتيني إيجارات عمارة كاملة ورثتها عن المرحوم.. يوسف!! .. هل اعتقدت أني أشحد منك!!
– لا يا خالة ل…
-أصلاً ياسر ولدي لا يقصر معي.. أحضرني إلى دار المسنين ريثما ينهي بناء بيت واسع يعده لي خصيصاً.. هنا أتعرف على أناس و أتسلى ريثما ينتهي البناء.. الناس هنا يقطعون قلبي.. كيف للأولاد أن يكونوا بهذا اللؤم فيرمون أهليهم بعدما قوي عودهم .. الآن أخبرني.. ستصلح هاتفي أم تصلح الشبكة ؟ كم يجب أن أنتظر ؟
-أنا…..
– لا تعرف ها.. لا تخجل
– نعم يا أمي.. لا أعرف
-و لا الممرضة سعاد تعرف.. لا بأس.. شهر زمان و ينتهي بناء المنزل و يعود ليأخذني بشحمه و لحمه.. الله يرضى عليه.. مع السلامة
– مع السلامة…
آخ يا قلبي.. أمجد احسب حسابي بالقهوة
– منذ نصف ساعة و أنت تتحدث!! ما المشكلة
– أم ياسر..
– نفسُها..!!
– نفسها.. أربعة أعوام لم تمل يوماً…
– أما مللت !! ألا تنوي أن تقفل الهاتف حين تتصل بك!
-لا يا أمجد.. أنا و سعاد نحزن عليها كثيراً..تخيل أن يتوقف الزمن لديك حزناً !! و سعاد تؤجل اتصالها إلى استراحتي لكي أتكلم براحتي.. سنلقى ذلك في طفلتنا إن شاء الله ..

#قلم_بعثرات
#ساجدة_الكايد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى