فيلم التحرير 2011 : رؤى متعددة للثورة المصرية

بي.بي.سي
بدأت دور العرض المصرية عرض أول فيلم وثائقي عن الثورة المصرية وهو “التحرير 2011 – الطيب والشرس والسياسي” .
يحكي الفيلم , عبرشخصيات ومجموعة أبطال, قصة ثورة 25 يناير وما حدث في ميدان التحرير خلال الفترة من 25 يناير وحتى 11 فبراير, حين تنحي الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.
“الطيب والشرس والسياسي” ثلاث صفات وكل صفة تحمل بداخلها فيلما له مخرج ومؤلف وأبطال وجانب من الثورة المصرية يعرضها الفيلم. فهو يعرض من خلال ثلاثة أجزاء وجهات نظر مختلفة للثورة وما حدث فيها على مدى 18 يوماً.
أدوار مختلفة
الجزء الأول من خلال المواطنين العاديين من الشباب الذين قاموا بالثورة, وهو الجزء الذي قام بإخراجه تامر عزت ويحمل اسم “الطيب”.
اما الجزء الثاني الذي سُمي “الشرس” وقامت بإخراجه آيتن أمين وفيه تحدثت عن دور الشرطة ووزارة الداخلية وكيفية تعاملها مع المتظاهرين في بداية الثورة وحتى انسحابها مساء 28 يناير (جمعة الغضب), وأسباب هذا الانسحاب وما نتج عنه.
أما الجزء الثالث والأخير هو “السياسي” الذي أخرجه عمرو سلامة والذي يتعمق في نفسية الرئيس السابق حسني مبارك ليلقي نظرة على كيفية تحوله إلى “ديكتاتور” من وجهة نظر معارضيه ما أدى إلى الإطاحة به في ثورة شعبية.
يقول مخرج “السياسي” عمرو سلامة, إن فكرة الفيلم جاءت من الأساس أثناء الثورة المصرية, إلا أننا بدأنا التنفيذ بعد تنحي مبارك بفترة قصيرة واستمر التصوير لمدة شهر ونصف تقريبا.
وأضاف سلامة: “هدفنا الأساسي من الفيلم هو تقديم وجه نظر ثلاثية الأبعاد في الثورة المصرية فهناك الطيب أو المتظاهر الشاب الذى نزل إلى الميدان في الثورة ليدافع عن حقه, وهناك الشرس أو ضابط الداخلية الذى كان هدفه منع المظاهرات والثورة, وهناك “السياسي” أو الديكتاتور الذى أصبح كل شئ في البلاد يحمل اسمه”.
وأضاف سلامة: أنه حاول “تقديم الواقع كما هو, وهو واقع ساخر لذلك لجأت إلى السخرية”.
ومضى قائلا: “عبر 10 خطوات كيف تصبح ديكتاتوراً حاولت تقديم كيف أصبح كل شيء في البلاد يحمل اسم مبارك, من حيث الصور والأسماء والقانون وكل شيء أصبح مبارك”.
وقال منتج الفيلم محمد حفظي, إن عرضه تجارياً محاولة جادة من أجل جذب الجمهور غير المتخصص للأفلام الوثائقية التي يجب أن تحصل على مكانتها في سوق السينما المصرية إلى جوار الأفلام الروائية.
وأشار أيضا إلى أهمية الموضوع الذى يطرحه الفيلم لأن “السينما الوثائقية هي الأجدر حتى الآن بالتعبير عن الثورة المصرية”
ولفت حفظي أن التوقيت “الذي يعرض فيه الفيلم مهم لأن تلقي الجمهور المصري لما قدمه صناع تحرير 2011 , كان سيختلف بالتأكيد لو كانت الثورة قد اكتملت, بينما أثبتت الأحداث السياسية أنها لا تزال مستمرة”.
توثيق للعقليات
أما معد الفيلم, الصحافي هيثم دبور فقال إنه “محاولة لتوثيق الثورة لا عن طريق الاحداث إنما توثيق الشخصيات”.
وأضاف قائلا إن “الفيلم لا يعرض فقط شخصيات الثورة الاساسية مثل السياسي والمتظاهر ورجل الامن, وإنما يحاول أن يخوض في عقليات هذه الشخصيات ولماذا فعلت ذلك وكيف فعلت ذلك”.
ويري دبور أن الهدف من الفيلم هو “توضيح كيف خرجت الثورة من كل الطبقات والاتجاهات السياسية فأنت ترى الاخواني والضابط وطالب الجامعة وغير ذلك من الشخصيات طوال 90 دقيقة”.
وعن الصعوبات التي واجهته, يقول هيثم “بالنسبة للجزء الخاص بالضباط كان صعبا, خاصة وأن معظمهم قد تحفظ في الحديث فتحول الامر إلى ما يشبه منشورا رسميا من وزارة الداخلية فاضطرنا إلى التسجيل معهم لفترات طويلة حتى نحصل على ما نريد”.
وأوضح أيضا أن الجزء الخاص بعمرو سلامة “السياسي” الذي يدور حول مبارك في غاية الصعوبة, فهو الجزء الاخير من الفيلم ويجب أن يقدم بشكل مختلف, كما أن عمرو كان يريد أن يقدمه بشكل ساخر وواقعي في نفس الوقت”.
أهم فيلم للثورة
وقد وصف الناقد السينمائي طارق الشناوي العمل بأنه أهم فيلم تناول الثورة المصرية” , مضيفا أنه نجح في تناول الثورة المصرية على المستوى السياسي والسينمائي”.
وأضاف الشناوي أن الفيلم ” مثل تجربة مختلفة على مستوى السينما المصرية وهذا يحسب لصناع الفيلم الذين نجحوا في جذب المشاهد لا للبطل لكن للقصة وللصدق”.
وتمنى الشناوي أن يكون عنوان الفيلم “الطيب والشرس والسياسي” بدلا من التحرير ,2011 ف¯”التحرير” استخدمت في أفلام عديدة تتحدث عن الثورة, ولكن عنوان “الطيب والشرس والسياسي” لم يستخدم من قبل في أفلام مصرية.
ويرى الشناوي أن الفيلم في الجزء الاول “الشعب” لا يسخر من الواقع لأن الواقع الذى عشناه كان هو السخرية بعينها فهو يقدم وثائق برؤية تمزج أيام الثورة بنبض الناس تنتهي من الجزء الاول بأن الشعب كان ينبغي أن يثور فكل بذور الثورة كانت في العمق”.
وأوضح أن المخرج تامر عزت “رصد حالة الناس وهم يواجهون الديكتاتور بصدور لا تخشى الموت وشاهدنا لحظات الخوف على الثورة ولحظات السعادة وهم يقطفون ثمارها ولم يصل إلى لحظات الخوف ممن يسرقونها الان”.
أما الشرس فإن مخرجته قدمت من وجهة نظر الناقد “إدانة متكاملة الاركان الجنائية لتورط الداخلية في ضرب المتظاهرين بالرصاص الحي”.0

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى