سيمضي الصيف

#سيمضي_الصيف

#سواليف_الإخباري

مقال الثلاثاء 18 / 7 / 2023
الصيف هو نفس #الصيف..والمكان هو نفس المكان..فما الذي تغيّر؟ لماذا لم تعد أجسادنا تطيق #زفير #الشمس كمان كانت قبل عقود… وهي التي كانت تبحث عن هذا الزفير قبل شهور قليلة…نحن الذين تغيّرنا..
في بيتنا الغربي ، لا مراوح ولا مكيّفات..سقف مرتفع ، وأرضه “صبّة باطون” ناعمة، كنا نطفّىء بطوننا وخدودنا عليها ذات طفولة ، في موجات الحر، في نهارات تمّوز وآب ..كنا ندلق ماء “الخابية” على رؤسنا وقمصاننا وننام على “صبّة الغرفة”..الشباك الغربي مفتوح ..نشعر ببرودة مؤقتة ، نسترخي ، ننام ، نلهو بتراشق المياه ، لا نتذمّر ، ولا نتّهم محبي الصيف بالعقد النفسية ، ولا نطلق #النكات على #الطبيعة…كنا نحبها ونتفاعل معها ، ونتأقلم بكل درجات الحرارة..
في الليل..”تُشطف” العريشة فتبرد حرارتها قليلاً..يمد الخفيف من الفراش..نجلس عليه..نتسامر ، نضحك، نلهو، نسكب الماء من جديد على أجسادنا..ننظر نصف قمر البطيخة حتى يمتص حرارة الجو ويبثّ لنا البرودة …نأكلها دون التدقيق بحلاوتها وطعمها ، المهم انها باردة…في الليل ننسدح في العريشة أو على ظهور حيطاننا…نبلل ملابسنا بالماء ، ننظر الى السماء نراقب حركة النجوم ، نتابع سقوط الشهب ، نسمع ثرثرات صرصور الليل التي لا تنتهي ، راضون بكل شيء، لا نخاف على أي شيء، لا نتأفف من أي شيء…دخان أقراص “الديك” المضادة للناموس والقارص ذات اللون الأخضر ،تعطي مزاحاً مختلفاً للصيف ، تنطلق خيوط دخان “القارص” الى الأعلى تمتزج بعتمة الليل ونحن نراقب بصمت..عند شروق الشمس ننقل الحفتنا الى الفيء، الى الزوايا التي تتأخر الشمس بالوصول اليها..نصحو لدينا فائض من الرضا ومحبة لحياتنا البسيطة…بالابتسامة أو بالتأفف سيمضي الصيف…صدقوني سيمضي الصيف..

#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى