كيف تكون يابانياً ؟

مقال الخميس 12-11-2015
كيف تكون يابانياً ؟
النص الأصلي
اقتربوا ..الجو ماطر..وفي أجواء البرد..تحلو الحكايات : تقول الحكاية ان شاباً يابانياً يدعى تاكيو اوساهيرا ذهب الى جامعة هامبروغ الألمانية هو ومجموعة من الطلبة اليابانيين بغية الدراسة ،كان حلمه ان يصنّع محرّكاً ميكانيكاً يكتب عليه صنع في اليابان ، فدخل الى كلية الهندسة الميكانيكية عن رغبة وحب شديدين ، وبذل قصارى جهده في الدراسة والمتابعة والتحليل ، كان مدرسوه يقولون له ان نجاحك الحقيقي أن تحصل على شهادة الدكتوراة في الهندسة ، لكنه كان يؤمن ان نجاحه الحقيقي ان ينجح في تصنيع محرك بعقل ويد ومواد يابانية..
ذات يوم حضر معرضاَ لبيع لمحركات الايطالية ،فاشترى محرّكاً صغيراً بكل ما يملك من نقود،وأخذه إلى غرفته المتواضعة وهناك بدأ بفك المحرك وتسجيل مكان كل قطعها ورسمها..وبعد ان انهى فكّ المحرّك بالكامل أعاد تجميعه، عملية تجميع المحرك أخذت منه ثلاثة أيام متواصلة كان يأكل وجبة واحدة يومياً ولا ينام أكثر من ثلاث ساعات وفي اليوم الثالث استطاع تجميع قطع المحرك وإعادة تشغيله فاشتغل كما كان عليه ففرح فرحة عظيمة لقد قطع نصف الطريق..اتصل بأستاذه ليبشّره فردّ عليه الأستاذ ببرود أنك لم تفعل شيئاً..النجاح الحقيقي ان تصلح محرّك معطوب ، وبالفعل أعطاه في اليوم التالي محركاً لا يعمل ..فاشتغل عليه عدة ايام فكّ أجزاءه من جديد وبحث عن القطعة المعطّلة ثم أخذها وذهب بها الى معامل الصهر والسكب قام بتصنيع قطعة مشابهة وبعد عشرة ايام من التركيب والجهد اشتغل المحرّك المعطّل وعاد صوته الحقيقي ليدور من جديد..سعد جداً لنجاحه واعتقد انه قطع ثلثي الطريق .
بعد عودته الى اليابان تلقى رسالة تقدير من إمبراطور اليابان وقد طالب الأخير مقابلته، الاّ ان تاكيو اعتذر قائلا لا استحق كل ذلك التقدير، أنا لم انجح بعد… فأمضى تسع سنوات أخرى غير سنوات دراسته وهو يتنقل من مصنع الى مصنع ومن فكرة الى فكرة في بلده الى ان صنع عشرة محركات بعقل ويد ومواد يابانية فحملها الى قصر الامبراطور وقال له : الان نجحت..الآن نجح تاكيو اوساهيرا..وبعد هذا الانجاز وبعد ان حقق الحلم بعد 18 عاماً استطاع تاكيو اوساهيرا ان ينام 10 ساعات متواصلة…ومنذ ذلك الحين والموظف والعامل الياباني واقتداءاً بـ”تاكيو اوساهيرا” صاروا يعملون 9 ساعات يومياً ، 8 لنفسه ولأولاده وساعة اضافية لليابان…
طبعاً روى “ابو عرب” هذه الحكاية لأولاده بعد ان استطاع ان يزوّر اجازة مرضية في ذلك اليوم ليبقى في البيت وبالتالي الحصول على ثلاثية النوم المبجّل “خميس..جمعة ..سبت”..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@gotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. عندما تتحول معطيات الدكتوراة إلى واقع, نكون قد تغلبنا على مرضنا وعقدنا النفسية الملصقة بالشهادة..!!

  2. وازيدك استاذ من الشعر غرفتين ومطلع درج وغرفة عالسطح …. عندك الصبح ساعة قهوة وبين المكاتب … ومن الوحدة للثلاثة تجهيز للترويحة ويوم الخميس نص يوم دوام ويوم الأحد تأخير بسبب الأزمة .. بنصفي بدل ما نداوم 7 ساعات يوميا بمعدل 35 ساعة في الاسبوع بنختصرهن ل عشرين ساعة … حتى أكون يابانيا يا أستاذ يجب ان يكون الوطن هو همّي .. لا أن أكون همّا على وطني … وحتى تتحقق هذه المعادلة نرجع الى معادلة الحقوق والواجبات … ومن هنا تنبت شجرة الانتماء … اعطني مواطنا آمنا في سربه حائزا قوت يومه لا يخاف غدا .. اعطيك وطنا اجمل

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى