تجاوز الخلافات في الرأي بين رئيس الدولة ورئيس وزرائه

تجاوز #الخلافات في #الرأي بين #رئيس_الدولة ورئيس وزرائه
موسى العدوان
يقول #رئيس_الوزراء الأسبق دولة السيد مضر بدران في كتابه ” القرار ” عن كيفية تجاوز الخلافات في الرأي، بينه وبين الراحل الكبير الملك حسين طيب الله ثراه ما يلي :
” وللأمانة والتاريخ، أقول أن الحسين تحمّلني كثيرا طيلة عملي بمعيته، بعد أن تكررت مظاهر الخلاف بيني وبينه. لكنه رحمه الله كان يعلم جيدا أن لا أجندات شخصية لي في العمل، وكل ما يهمني أن تجري الأمور وفق المنطق السليم، وأكره أن ننجز عملنا بنظام ( القطعة )، بل عندي جدول عمل شامل، ولا أحب أن يكون عملي ناقصا.
لذلك كان الحسين يغضب مني في مرات كثيرة، لكنه سرعان ما يعرف أنني تصرفت وفق حساب دقيق للأمور، فأنا لست ارتجاليا في اتخاذ القرارات، وكل خطوة عندي تخضع لتفكير طويل ودقيق. وهذا هو الحسين يقدّر المصلحة الوطنية العليا جيدا، ولا يخالف متطلباتها حتى لو على حساب أكثر الأمورالتي يرغبها. لكن عليك وأنت تعمل بمعية الحسين، أن تعرف كيف تقنعه إن كانت لديك وجهة نظر مخالفة لوجهة نظره.
تحمل الحسين نزقي وغضبي في بعض الأمور، لكن أضنه كان مرتاحا لكثير من القرارات التي خدمنا فيها المصلحة الوطنية، مثل إنجاز مشاريع البنى التحتية خلال مدة وجيزة، ومكافحة الفساد، وتطوير عمل الجهاز الإداري، وكلها أمور كان الحسين يدرك أهميتها، وكان يدعم من يريد أن يخدم المصلحة العامة ومصلحة الوطن، ومصلحة تراب هذا البلد ونظامه السياسي “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
هكذا يتعامل الكبار في العمل لصالح الوطن، فعلى كل مسؤول أن يعي أهمية وقيمة العمل الذي سيقدم عليه ويطرحه بعقلانية، حتى وإن كان مخالفا لرأي رئيسه، بقصد النصح وخدمة المصلحة العامة. مضر بدران رجل دولة، له شخصيته وحضوره القوي، الذي أثبته خلال توليه رئاسة الحكومة عدة مرات، ويحترمه على طبيعته كل من عرفه.
ومن اهم الوظائف التي تقلدها دولته : إنشاء دائرة المخابرات العامة بالتعاون مع بعض زملائه، وتقديم التوصية لرئيس الوزراء آنذاك وصفي التل – رحمه الله – بإتلاف 70 ألف ملف ضد مواطنين أردنيين. ثم عمل وزيرا للتربية والتعليم، ورئيسا للديوان الملكي، قبل أن يشكل أول حكومة له عام 1976.
وللتذكير بأهم أعمال مضر خلال توليه المسؤولية، ما قام به في مشاريع البنية التحتية، التي وضعها على ورقة بقيت في جيبه خلال رئاسته للحكومة، لمدة ثلاث سنوات ما يلي :
شركة البوتاس العربية، توسعة شركة الفوسفات في الشيدية، تمديد قناة الغور الشرقية، معالجة ازمة المياه في عمان، إنشاء الأفران الأوتوماتيكية، توسعة مصفاة البترول، توسعة شبكة الاتصالات، وإنشاء صوامع الحبوب في الجويدة وعلى طريق إربد وفي العقبة. وكانت هذه القضايا تمثل هاجسال للأردنيين، فوضع لها خطة خمسية من أجل تنفيذها.
من الأمور الهامة التي نذكرها لهذا الرجل، أنه لم يساوم على سلامة الوطن، ولم يجرِ في عهوده المتكررة، تعدٍ على أراضي الأردن. وفي هذا السياق أذكّر بموقفه القومي، في نصح الحسين بعدم مشاركة قواتنا المسلحة مع قوات التحالف، للهجوم على العراق في تسعينات القرن الماضي.
وختاما أقول : أن رجلا بهذه المواصفات، قدّم الكثير من الخدمات الجليلة للوطن يعرفها من عاش في عصره، من حقه علينا أن نتذكره ونقدم له الشكر لا أن نناساه، في غمرة ما يجري من استباحة لسيادة الوطن، يمارسها الصديق قبل العدو. فلك كل الشكر والتقدير دولة أبا عماد الأكرم، داعيا الله أن يمتعك بالصحة والسعادة.
التاريخ : 21 / 12 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى