تأهب في العقبة لأي تسرب من ناقلة نفط في باب المندب

سواليف

تتحفز الجهات المينائية في #العقبة من أي أخطار محدقة لناقلة النفط العملاقة “ #صافر ”، والعائمة منذ 30 عاما في #باب #المندب، والتي تهدد الحركة الملاحية العالمية على موانئ البحر الأحمر، لا سيما العقبة، إضافة الى #أضرار لا يمكن تصورها على #البيئة والاقتصاد جراء وجود احتمالات بتسرب النفط من الناقلة، والتي تتعرض للتآكل بسبب الإهمال وعدم الصيانة منذ ما يقارب الـ30 عاما، فيما تخضع حاليا لسيطرة جماعات مسلحة في اليمن.
وتزداد مع مرور كل يوم تحديات الباخرة “صافر” بسبب تآكل جسم #السفينة وهيكلها ومكوناتها، تحت الظروف البيئية للبحر الأحمر من ملوحة وحرارة ورطوبة عالية جدا، إضافة إلى خطورة أخرى محتملة تتعلق بالغازات الطيارة التي يمكن أن تكون قد تجمعت في الخزانات (بعد أن تم معالجتها بغاز خامل العام 2017)، ويمكن أن تشتعل في أي من #خزانات #النفط الـ34، فتشعل النار في السفينة وتحدث انفجارا يدمرها تدميرا كاملا. وتعود الملكية القانونية لخزان “صافر” العائم إلى شركة النفط الوطنية اليمنية.
وكانت “صافر” التي ترسو على بعد 4.8 ميل بحري (9.0 كم) عن ميناء رأس عيسى و32 ميلا بحريا (60 كم) شمال مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، مدار بحث اجتماعات أردنية بحرية مينائية خلال اليومين الماضيين لاستيضاح المخاطر المحتملة منها على ميناء العقبة.
وقال مدير عام الهيئة البحرية الأردنية المهندس محمد سلمان، إن الاجتماعات المنعقدة بمقر الهيئة بالعقبة، تأتي ضمن جهود الهيئة لبحث جميع المواضيع المتعلقة بقضايا السلامة والأمان على أعلى المستويات، مؤكدا حرص الهيئة على إدامة التنسيق مع شركائها بمستوى عال، للحفاظ على البيئة البحرية في خليج العقبة سليمة من كل الملوثات.
وتتخوف الجهات البحرية والمينائية في دول البحر الأحمر من حدوث كارثة لا يحمد عقباها، في ظل استمرار ميليشيا مسلحة في تعنتها، بمنع الفرق الأممية من الوصول للناقلة، وتقييم حالتها.
ولفتت منظمات بيئية عالمية إلى الآثار الكارثية التي ستؤذي البيئة والملاحة البحرية، حال انفجار السفينة، أو تسرب النفط منها.
وشددت تلك الجهات، بمناسبة اليوم العالمي للمحيط، على ضرورة حل ملف الناقلة “صافر”، مشيرة إلى أن من شأن الإهمال، أن يقود لتسرب 1.1 مليون برميل من النفط إلى البحر الأحمر، الأمر الذي من شأنه التسبب في أضرار غير مسبوقة للحياة البرية البحرية الإقليمية، والشعاب المرجانية المعرضة للخطر.
الى ذلك، أعاد أستاذ كيمياء البيئة والبيئة البحرية الأردني الدكتور أحمد أبو هلال، عضو فريق خبراء الأمم المتحدة الاستشاري لحماية البيئة البحرية، التحذير من المخاطر البيئية والاقتصادية والملاحية على موانئ البحر الأحمر ومنها ميناء العقبة، جراء الإهمال الذي أصاب الناقلة، واحتمالية حدوث كارثة بيئية ملاحية ما لم تتحرك الجهات الدولية لحل المشكلة.
وكانت “صافر” وضعت في الخدمة العام 1976، وهي ناقلة نفط كبيرة يبلغ وزنها الداخلي 409,000 طن متري، فيما تبلغ طاقتها حوالي 3 ملايين برميل من النفط، وأصبحت ثالث أكبر ميناء عائم في العالم لتخزين النفط وتصديره إلى العالم.
وكانت السفينة تستخدم لتصدير النفط الخام الخفيف المستخرج من محافظة مأرب بواسطة خط أنابيب يصل طوله إلى 430 كم، وتتصل بمعدات تسمح بنقل النفط الخام للسفن الأخرى لأغراض التصدير، ويحتوي هذا الخزان العائم على كمية من النفط الخام تبلغ مليونا و140 ألف برميل (يعادل تقريباً 160 ألف طن) بقيت عليه من فترة ما قبل اندلاع الحرب.
وأشار أبو هلال، إلى أن أي تسرب من “صافر”، يمكن أن يؤثر في خليج العقبة ومدينة العقبة بالآثار نفسها في دول المنطقة وفي البيئات البحرية فيها، بسبب التلوث الذي يمكن أن يحدثه هذا التسرب، وبالتالي إغلاق البحر الأحمر، وحركة التصدير والاستيراد عبر ميناء العقبة، ما يؤدي إلى ارتفاع في أسعار الشحن والبضائع، وتوقف السياحة البحرية ومداخيلها، وبالتالي التأثير في الاقتصاد الوطني.
وبين أن ظروف المناخ والطقس التي تسود في البحر الأحمر في فصل الشتاء، هي التي تعمل على حركة المياه السطحية في البحر وتوجيهها نحو الشمال مرورا إلى خليج العقبة، وهي بذلك يمكن أن تنقل نفط “صافر” إذا تسرب، الى خليج العقبة.
وقال إنه من المعروف أن فصل الشتاء هو فصل الرياح الجنوبية القوية، التي تتجه إلى شمال البحر الأحمر وخليج العقبة، والتي تسمى في العقبة باسم “الأزيب”، وهي تحرك مياه البحر الأحمر وخليج العقبة نحو الشمال أيضا.
وقال إنه بذلك يمكن أن تنقل كميات من النفط التي تبخرت وتطايرت منه الأجزاء والمكونات الخفيفة والطيارة، فأصبح على شكل كتل شبه صلبة من “القار المختلط بالماء” (الزفت أو القار)، ويشبهها البعض بـ”كيكة الشوكولاته” أو “مخفوقة الشوكولاته”، التي تطفو على سطح المياه البحرية لأن كثافتها منخفضة، ثم تحملها الأمواج والتيارات السطحية فتصل إلى رمال الشواطئ وترسو عليها فتؤثر في الصيادين وأدوات الصيد وفي الشواطئ واستخداماتها من قبل السائحين والزوار.
وحسب أبو هلال، فإن الخبراء يؤكدون أن هذا الوضع الكارثي على الصعد كافة يمكن تفاديه تماما، وهو في يد حكومات المنطقة ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة، وإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي وكذلك على الجهات المتصارعة.
وقال إن الطريق الصحيح، هو أن تناقش كل الجهات المهتمة وذات العلاقة العقبات السياسية والفنية وتقوم بعمل وقائي يمنع حدوث هذه الكارثة غير المسبوقة في هذه المنطقة.
ويقول أبو هلال، إن الباخرة “صافر” برز موضوعها في مشكلة التآكل الذي يحدث للباخرة، والذي يمكن أن يحدث عنه تسرب نفطي يقدر بحوالي 1.2 مليون برميل من نفط مأرب الخفيف.
ويقدر الخبراء، حسب أبو هلال، بأنه وفي أفضل الحالات، فإن 75 % من النفط الموجود على السفينة سيتبخر في غضون يومين تقريبا، إذا تسرب إلى البيئة البحرية، إضافة إلى أن تسرب أي كمية مهما كانت قليلة من أي نفط خفيف، مثل نفط مأرب، يكون التعامل معه غاية في الصعوبة حتى في الظروف العادية، أما في ظروف “كورونا” التي تحد من القدرات اللازمة للتعامل مع أي تسرب، فإن التعامل معه وإزالة أثر التلوث يصبح مهمة مستحيلة.
ويقولون كذلك إنه إذا لم يتم القيام بما يجب، فإن منطقة غاية في الأهمية، هي منطقة البحر الأحمر، سوف تواجه كارثة بيئية وإنسانية خطيرة، وهي كارثة لم يتم العمل على تجنبها في السنوات السابقة، وهي كارثة يزداد الخوف منها الآن لأنها تأتي في هذا الوقت السيئ وفي هذه الظروف القاسية على المستوى العالمي، لتدشن بداية عقود مقبلة من المشقة والمعاناة.
وباب المندب هو ممر مائي يصل خليج عدن وبحر العرب بالبحر الأحمر، ومنه عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو يقع بين اليمن في آسيا وكل من جيبوتي وإريتريا في أفريقيا، ومنذ افتتاح قناة السويس العام 1869 وربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، تحول باب المندب إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر البحرية بين أوروبا وحوض البحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرق أفريقيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى