اشخاص لا يشبهوننا / محمد المجالي

اشخاص لا يشبهوننا

هو : وقف امامها بكامل اناقته ، يرتدي قميصه الازرق ذو الياقة البيضاء الذي تحبه … اتذكرين حين وعدتك بالا اتركك ابدا

هي : ( مستغربة سؤاله ) أجل !!

هو : اريد ان اكون في حل من هذا الوعد

مقالات ذات صلة

هي : ( لا تصدق ما يقول ) … اتمزح ؟

هو : لا … لقد اتخذت قراري و انتهى الامر

هي : ( عيونها تترقرق بالدموع .. غير مصدقة ) … اهذا وعدك لي بالا تتركني
بقيت تحدثه كثيرا … ترجوه .. و تبكي … ثم تغضب … تعاتب … تطيل الحديث علّه يتراجع عمّا اضمر

هو : بقي يسمعها بصمت و عيونه المتخمة بالكلمات المخبأة لا تفارقها ، نظراته ثابته و غريبة ، و كأنه يقول لها لا بأس افهمك .

هي : صرخت في وجهه .. لماذا انت صامت ؟ … ما هذا البرود ؟ … قل شيئا
هو : نطق اخيرا … ارجوك ..!! قولي لي انني في حل من وعدي لك .

هي : ان كان هذا ما تريده فانت في حل … ( انبسطت هسا ؟؟ ) … لكن … خذ هذا منديل طرزته لك ، اعطته اياه ، و مضت تكفكف دموعها .

هو : بقي ينظر اليها وهي تبتعد ، و كأنها اجتثت قلبه و اخذته معها ، هي لم تعلم كم احبها و انه عشق التراب تحت قدميها ، حتى اذا توارت في الزحام ، استدار هو يمشي بخطى ثابته . مبتعدا منها … و من كل شيء .

في عصر ذات اليوم جلس بجوار امه ، و اتكأ برأسه المثقل بالافكار ، وكأنه يود افراغ ما فيه في حضنها ، قبلّها كثيرا و ضمها بقوة ، و طلب رضاها .

في نشرة اخبار المساء ورد نبأ مقتل جنديين اسرائيليين وجرح اخر ، على يد شاب فلسطيني ، والذي استشهد على الفور برصاص قوات الاحتلال .

عندما ازاح الرفاق اللثام عن الجثمان ، وجدو شابا مبتسما ، يرتدي قميصا ازرقا بياقة بيضاء ، في احدا يديه سكين ، و في الاخرى منديل طرز عليه عبارة ( انا امانة معك م . و ) .

هي : عندما سمعت بالخبر ، اغمضت عينيها ، و قد ادركت معنى نظراته في اللقاء الاخير ، و انه حافظ على الامانة ، وما ان دخلت غرفتها ، حتى اجتاحها بكاء صامت .

في فلسطين هناك ، لا يشبهون احدا ، حتى الحب مختلف ، في قلوب الفتيات عبارة محفورة ، ( ان احبك اكثر .. يعني ان تكون بطلا اكثر ، ان تكون شهيدا حرا … و حرا … و حرا ) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى