5 سنوات على فاجعة البحر الميت

#سواليف

ما زالت #كارثة_البحر _لميت التي حدثت في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من تشرين لأول عام 2018 في ذاكرة الأردنيين ، وهي الحادثة التي وقعت في منطقة وادي زرقاء ماعين عند شواطئ البحر الميت من الجانب الأردني. وقد أدى الحادث لوقوع 21 شهيدا و43 إصابة معظمهم طلاب كانوا في #رحلة_مدرسية للمنطقة، إضافة لانهيار جسر مغلق منذ مدة. وقد كان الحادث سببه #السيول_الكبيرة التي اجتاحت الوادي ومنطقة شاطئ البحر الميت التي تعد أخفض نقطة على وجه الكرة الأرضية؛ إثر تعرض الأردن لحالة عدم استقرار جوي أدى لأمطار غزيرة و #فيضانات في الأودية.

الحادث و #عمليات_الإنقاذ
وقع الحادث في مساء 25 تشرين الأول عام 2018 م في مجرى وادي زرقاء ماعين في الجزء الواقع منه ضمن لواء الشونة الجنوبية في محافظة البلقاء؛ حيث تعرض الأردن لحالة عدم استقرار جوي عنيفة. وفي ذات الوقت كان هناك عدة متنزهين في منطقة الوادي، من بينهم أعضاء رحلة #مدرسة_فيكتوريا الخاصة والبالغ عددهم 44 شخصاً منهم الطلاب والمعلمين والأدلاء السياحيين، وكانت تتراوح أعمار الطلاب بين إحدى عشرة وثلاثة عشر سنة؛ حيث يعد الوادي منطقة لرياضة المغامرات بالإضافة لمجاورته للبحر الميت. وفي أثناء وجود المتنزهين في الوادي، داهمتهم سيولٌ جارفة سريعة في الوادي جرفتهم باتجاه قعر الوادي ثم إلى منطقة أسفل الجسر الواقع فوق الوادي بما في ذلك من صخور ومناطق وعرة إلى أن أوصلتهم إلى البحر الميت.

وقد شاركت في عمليات البحث مختلف صنوف الدفاع المدني الأردني؛ حيث شاركت زوارق وطائرات الإنقاذ، إضافة لطائرات مسيرة من دون طيار مصممة لأغراض البحث. كذلك شارك فريق البحث والإنقاذ الأردني الدولي التابع للدفاع المدني، مستخدما كلاب البحث والإنقاذ والكاميرات التلفزيونية.

شهادات الناجين
كشفت المُدرسة مجد الشراري، إحدى الناجيات من #فاجعة_البحر_الميت عن تفاصيل ما حدث معهم خلال الرحلة. وقالت الشراري إن الرحلة كانت سياحة مغامرة ومنظمة من قبل شركة خاصة وفيها 3 ادلاء سياحيين، مؤكدة أن معلمات مشاركات كانوا يعرفون تفاصيل الرحلة.

واضافت انه بعد 4 ساعات من الرحلة بدأ الجو بالتغير والأمطار بالهطول الامر الذي استدعى ايقاف الرحلة والعودة إلى عمّان، مشيرة إلى ان دليل الشركة ابلغهم بذلك.

وتابعت إنها كانت ضمن الفوج الأول الذي تحرك للعودة وبسبب المنحدرات وسرعة السير اضاع الفوج بعضه البعض، ولذلك طلب الدليل التوقف حتى يصل الجميع، الا انه لم يكمل كلامه حتى كان السيل الجرف قادم. وبينت ان منسوب المياه والطين ارتفعا، وحاولوا الابتعاد عنه، الا ان بعض الطلبة كانوا يسيروا في النهر فسحبهم السيل، مشيرة إلى كل 30 ثانية كانت ترتفع المياه نصف متر بحسب تخمينها. واوضحت المعلمة ان #سرعة_السيل كانت واضحة، وكان معها 13 طالب وطفلتها وعمرها 8 سنوات حيث كانت اصغر طفلة بالرحلة.

وقالت الشراري إن الفريق تمكن من الوصول إلى منطقة جبلية مرتفعة الا ان الصخور كانت تختفي مع ارتفاع منسوب المياه وبقيوا على هذا الحال بين ساعتين ونصف إلى 3 ساعات حتى بدا السيل يتوقف ويثبت مستواه. وروت المعلمة انها في الاثناء كانت تشاهد طلابها ينجرفون بالسيل اسفل الجبل، فيما كان من برفقتها من الطلبة يستنجدون. واوضحت الشراري أن الادلاء السياحيين اعطوا تعليمات بان لا يحملوا معهم أي شيء ولذلك لم يحملوا هواتفهم أو أي وسيلة اتصال. وتابعت المعلمة ‘كنا ننتظر ان يتوقف السيل وأصبح ارتفاع المياه يقل، ولغاية الساعة السادسة والنصف حتى بدأت الدنيا تغيم وشاهدنا شخص ارتحنا لذلك وحاول ان يساعدنا وشاهد مستوى المياه فنزع بنطاله للمساعدة ولم ينجح ثم اختفى بعدها. وبعد ذلك صار الدفاع المدني يصل، كانوا 25 شخصا تقريبا، حاولوا التسلق وتمكنوا من الوصول إلى المكان الذي كنا فيه وانقذونا على أكتافهم واحد تلو الآخر إلى ان انقذونا جميعا.

وتابعت الشراري ‘نقلونا حتى اوصلونا إلى المستشفى.واشارت المعلمة إلى ان مجموعة كبيرة كانت تسير وسط النهر فلم يتمكنوا من النجاة.وكشفت انه كانت قد أخبرت المدرسة والأدلاء السياحيين بخصوص الطقس الا انهم قالوا ‘توكلي على الله.واوضحت الشراري أن المنطقة كانت خطرة جدا، والدليل كان خبيرا، الا انه توفي في انجراف السيل.

وفيما يتعلق بانهيار الجسر الذي قالت وسائل في بداية الحادث أنه السبب في الحادث وأن حافلة الطلبة جرفتها السيول من فوقه مما أدى لغرق الطلبة، فقد صرحت جهات حكومية إضافة لشخصيات نقابية وإعلامية متابعة للحادث أن الجسر الذي انهار يبعد عن موقع الحادث حوالي خمسة أكيال؛ علما أن الجسر الواقع فوق وادي زرقاء ماعين لم يتأثر ولم يسقط، والجسر الذي انهار هو جسر آخر مغلق في وجه السير بسبب عدم صلاحيته، وهذا الجسر يُسمى جسر الاستخبارات. كما أن الحادث وقع في مجرى الوادي وليس في طريق أو بسبب سيول فيها، علماً أن الجسر المنهار سقط صباح اليوم التالي للحادث، السبت 26 أكتوبر.

الخسائر
أدى الحادث إلى وفاة 21 شخصاً، 19 منهم من الأطفال، إضافة إلى 43 آخرين مصابين. وفي وقت لاحق عن وقوع الحادث في صباح اليوم التالي 26 تشرين الأول أدت السيول لانهيار جسر مغلق مما أعاق عمليات البحث والإنقاذ المستمرة منذ وقوع الحادث، ولكن دون أن تتوقف، إضافة إلى تعطل طريق العقبة – البحر الميت العقبة بسبب انهيار عبّارة لتصريف المياه في الطريق. وأعلنت وسائل إعلام أردنية رسمية يوم الجمعة 26 تشرين أول أن الوفيات الإحدى والعشرين التي نجمت عن حادث البحر الميت، هم 18 أردنيا و3 عراقيين. العراقيون الثلاثة هم طالبان في المدرسة وفتاة في العشرينات يعتقد أنها من المرافقين للرحلة المدرسية.

وفي عام 2020  أصدرت محكمة صلح جزاء عمّان، حكماً بحبس مدير المدرسة ومالك شركة السياحة المسؤولة عن تنظيم الرحلة ثلاث سنوات بعد إدانتهما بتهمة الإهمال المتسبب بالوفاة.

وبرأت المحكمة مالكة المدرسة، وأعلنت عن عدم مسؤولية 3 موظفات في وزارة التربية والتعليم الأردنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى